هذه النواحي (ونزل على آمد) [1] ووقع بينه وبين المسلمين وقعة عظيمة في سنة [2] اثنين وستّين وثلاثمائة، وقتل في الوقعة عدد كثير من الفريقين، واستؤسر الدّومستيقس وجماعة معه، وغنم المسلمون غنائم جليلة من السلاح والعدد، وبقي الدّمستيقس في الأسر في أيدي أبي تغلب إلى أن مات في [جمادى الأخرى] [3] سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة [4].
[اضطراب بغداد ومهاجمة دار السلطان]
ولمّا جرى على نصيبين ما جرى من الروم قلق أهل الموصل وعوّلوا على الانحدار إلى بغداد (فمنهم أبو تغلب [5] بن حمدان، وورد الخبر بذلك إلى بغداد) [6] واضطرب أهلها اضطرابا عظيما، وثار العامّة، وساروا إلى دار السلطان بالمصاحف المنشورة وضجّوا، ثم هجموا عليها [7] وجرّدوا الحديد في دار السلطان، وراموا الوصول إليه، وهمّوا على تلك الحالة، فأمر بإخراجهم ودفعهم، ورموا بالنشّاب، وانصرفوا بعد أن قتل منهم جماعة، وبقي البلد على اضطرابة وفتنة [8].
وكان عزّ الدولة بختيار سار عن بغداد إلى الكوفة، فسار إليه جماعة من أشياخ تلك البلاد ولقوه وشكوا إليه [9] ما بهم وبأهل بغداد من خوف الروم، وأنّه لا طاقة لهم بهم إن عادوا إلى حربهم، وسألوه الدّفع عنهم، فعرّفهم أنه [1] ما بين القوسين ليس في النسخة البريطانية. [2] في النسخة (س) «شهر رمضان من السنة». [3] زيادة من (س). [4] قيل إنّ الدمستق مرض في الأسر وجرح، فاجتهد أبو تغلب في علاجه وجمع الأطباء له، فلم ينفعه ذلك ومات. (الكامل في التاريخ 8/ 627، وتكملة تاريخ الطبري 211، وتجارب الأمم 2/ 312،313، وتاريخ مختصر الدول 169، وتاريخ الزمان 67، والمختصر في أخبار البشر 2/ 113). [5] في نسخة بترو «ثعلب». [6] ما بين القوسين ورد في النسخة البريطانية بعد: «وثار العامة». [7] في نسخة بترو «فيها». [8] تجارب الأمم 2/ 303، وتكملة تاريخ الطبري 210، وتاريخ الزمان 67، ونهاية الأرب 23/ 200، والمنتظم 7/ 60، والعبر 2/ 325، والبداية والنهاية 11/ 271. [9] في نسخة بترو «وشكوا إليه جماعة».