للإسكندر] [1] وطرح المسلمون النار لتحول [2] بينهم وبين الروم، وفتحوا باب البحر، وخرج منه جماعة من أهلها، وأسروا [3] الروم جميع من فيها وأطلقوا من كان بها من النصارى، وأقرّوهم فيها. وأفلت ابن مانك [قاتل خرسطوفورس البطريرك] [4] وخفي أمره أياما، ولقيه في الطريق (بموضع يعرف بالأقرع) [5] عصابة رجال سريان [6] ممن كانوا يغزون [7] على عمل أنطاكية، فقبضوا عليه، ولمّا عرف أبو المعالي فتح أنطاكية رحل عن حلب إلى حمص وأقام بها
[359 هـ.]
[حصار الروم لحلب وتقرير الصلح مع أهلها]
وسار [بطرس] [8] الأصطراطوبودرج إلى حلب فتحصّن أهلها في القلعة، ونازل الروم المدينة وحاصروها سبعة وعشرين يوما، وتردّدت المراسلات بينه وبين أهلها، إلى أن تقرّر الأمر على صلح وهدنة مؤبّدة، ومال يحمل في كلّ سنة إلى ملك الروم عن حلب [9] وحمص وجميع أعمالها من المدن والقرى، وهو ثلاثة قناطير ذهب عن حقّ الأرض، وسبعة قناطير ذهب عن خراج هذه الأعمال، وعن [10] كلّ رجل حالم دينار واحد في السنة، سوى ذوي العاهات، وأن يكون لملك الروم صاحبا مقيما بحلب يستخرج أعشار الأمتعة الواردة إليها من البلاد [11] ويرفعه إلى الملك، وكتب بينهم بذلك كتاب وسلّموه إليه شهادة [12] على حمل المال، وانصرف عنهم، [1] ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (س). [2] في النسختين: بترو والبيزنطية «لتحيل». [3] كذا، والصحيح «وأسر». [4] زيادة من النسخة (س). [5] ما بين القوسين ليس في النسخة (س). [6] في النسخة البريطانية «شريان». [7] في النسخة (س): «يغيرون». [8] زيادة من النسخة (س). [9] في النسخة (س): «حلب وحماة». [10] في النسخة البريطانية «من». [11] في النسخة (س): «بلد الروم». [12] في النسخة (س): «رهائن».