[الروم يفتكّون الأسرى من الخراسانية]
وكان نقفور الملك قد رجع من غزاته فأنفذ غلامه بطرس الإصطرطوابدرج [1] وهو المعروف بالأصطراباذي [2] فلقيهم بناحية اسكندرونة [3] وهي بين المصّيصة وأنطاكية/97 ب/وقد عادوا من غزاتهم، فأوقع بهم وقتل صناديدهم، وأسر سلاّر [4] العسكر وجماعة منهم، واشتراه الأنطاكيّون بمال جسيم وثياب كثيرة، وبالأسارى الذين كانوا أسروهم متقدّما [5]، ولما تخلّص السلاّر ووصل إلى أنطاكية تلقّاه أهلها بالإكرام والتعظيم، وتسلّط رجاله الذين سلموا من القتل على الأنطاكيّين وصاروا يتخطّفون [6] أموالهم ورحالاتهم [7] عنوة، فاستوحشوا منهم وقاتلوهم وأخرجوهم عن المدينة [8].
[انسياح نقفور في ديار مضر وبلاد أرّزن وميّافارقين]
وفي آخر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة خرج نقفور الملك إلى ديار مصر [9] ورجع إلى بلاد أرزن [10] وميّافارقين، وبلغ إلى كفرتوثا [11] وقتل وسبى
= «وغزت الخراسانية مع لؤلؤ الجراحي من أنطاكية إلى ناحية المصّيصة فالتقاهم ثلاثة آلاف فارس من الروم، فنصر الله وقتلوا ألفا من الروم وأسروا خلقا وردّوا بالغنائم إلى أنطاكية ثم عادوا غزوانا». وفي: تاريخ الإسلام-بتحقيقنا- «ثم عادوا غزوا فأصلبوا» -ص 29 [1] في النسخة (ب) «الاصطرابدرخ» وفي النسخة البريطانية «الاصطل بدرخ». [2] في نسخة بترو «بالاطرابازي» وفي النسخة البريطانية «بالاطراباري». وفي النسخة (س) «بالاطربازي». [3] في طبعة المشرق 130 والأصل «اسكندرية» وما أثبتناه عن نسخة بترو، ومن السياق. [4] سلاّر العسكر: قائدهم. [5] في تاريخ الإسلام أن أبا بكر محمد بن عيسى كان رئيس الخراسانية في هذه الموقعة، ومعه ابن شاكر الطرسوسي، وقد اشترى ابن عيسى نفسه بمائة ألف درهم وبمائة وعشرين علجا كانوا بأنطاكية» (تجارب الأمم (بالحاشية) -2/ 228) وبتحقيقنا-ص 29. [6] في النسخة البريطانية «يخطفوا»، وفي النسخة (ب) «وتحفظوا». [7] في النسخة البريطانية «ورجالهم»، وفي النسخة (ب) «ورجالاتهم». [8] أنظر في ذلك: تاريخ الزمان لابن العبري ص 65. [9] كذا في الأصل وطبعة المشرق 130 وليس صحيحا أن نقفور خرج إلى ديار مصر، ولعلّ المراد «ديار مضر». [10] في النسخة (ب): «أذرون»، وفي البريطانية «أرزروم». وأرزن: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي، مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها قلعة حصينة، وكانت من أعمر نواحي أرمينية (معجم البلدان 1/ 150). [11] كفرتوثا: بضم التاء المثنّاة من فوقها، وسكون الواو، وثاء مثلّثة. قرية كبيرة من أعمال-