مصر ليتسلّمها وضمنوا له المعونة والمساعدة على [1] أن يملك البلد بغير حرب ولا قتال [2].
...
[سنة 357 هـ.]
[الغلاء والوباء في مصر]
واضطربت الأسعار بمصر، وتزايدت أثمان الحبوب والأقوات، واقترن بذلك وباء عظيم [وكان بدؤه من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وأفرطت الشدّة في [سنة] [3] سبع [وثمان] [4] وخمسين [5]، وهلك الضعيف من الناس وأكلوا الميتة والجيف [6] وكانوا يسقطون موتى من الجوع [7]، وزاد الوباء وكثر الموت [8] ولم يلحق دفنهم، وكان يحفر لهم حفرا ويرمى [9] فيها عدّة كثيرة ويردم عليهم التراب من غير صلاة ولا غسل ولا كفن، ولم يزل أمرهم على تلك الصورة إلى سنة إحدى وستّين وثلاثمائة، وبعد ذلك انحلّت الأسعار، ولم تزل تنقص إلى أن عادت إلى المعهود. وكان سبب ذلك أنّ النيل لم يزل من سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة إلى سنة سبع وخمسين ناقصا] [10].
... [1] في النسخة (س): «إلى». [2] النجوم الزاهرة 4/ 21 و 24 و 30، ووفيات الأعيان 1/ 376. [3] زيادة من نسخة بترو. [4] زيادة من نسخة بترو والبريطانية. [5] قال المقريزي في «اتعاظ الحنفا 1/ 118»: «ودخل جوهر (مصر) والغلاء شديد، فزاد في أيامه حتى بلغ القمح تسعة أقداح بدينار». [6] في نسخة بترو «الجيفة». [7] في نسخة بترو زيادة: «واتهتكت المتجمل من الناس». [8] في نسخة بترو «الموتى». [9] في نسخة بترو «وينزل». [10] ما بين الحاصرتين ليس في النسخة (س). وانظر كتاب الولاة والقضاة 297 وفيه: «ونقص النيل وكثر الغلاء. . واشتدّ حتى أكل الناس الجيف والكلاب». وانظر: ولاة مصر 315، وحسن المحاضرة 2/ 11 وقال ابن الأثير في حوادث سنة 358: «ووقع بها غلاء شديد، حتى بلغ الخبز كل رطل بدرهمين، والحنطة كل ويبة بدينار وسدس مصري». (الكامل 8/ 590).