نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 370
والمحالف. ولذلك قتلوا الامير قطزيناس غدرا سنة (63) رغم كونه حليفا لهم. وقام أبناؤه مطالبين بدمه، ورفعوا لواء الحرب على الروم.
استمرت غارات البربر على الروم. وعجز الولاة عن ايقافها عند حد. حتى جاء جناديوس. فحاربهم وافتك منهم بعض ما كان استولوا عليه من الاراضي. ولكنهم لم يزالوا في غاراتهم حتى انهم سنة (97) بلغوا أبواب قرطاجنة وحاصروها.
والخلاصة ان تاريخ الروم. بأفريقية كله حروب. أكثرها للبربر.
أما علة كثرة الحروب فهي تشبع البربر من مبدأ الاستقلال، وطمع الروم في ارث الرومان من غير نظر الى الظروف، وجور ولاتهم فيما تحت نفوذهم. واما سبب نجاح البربر في الاكثر فذلك لضيق نطاق التراب الرومي، وعجز كثير من الولاة في السياسة والحرب، وتمرد الجنود على قوادها.
7 - البناءات والاستحكامات الرومية بالجزائر
قد رأيت ضيق نطاق ما استولى عليه الروم من الجزائر وعجز ولاتهم امام تعدد غارات البربر. وذلك مما يحرج موقف الروم ويجعل حياتهم في خطر. فأنشأوا لاتقائه الاسوار الحصينة خلف المدن، وبني الفلاحون بباديتهم الحصون المنيعة، وشيدت حصون على خطوط الحدود والطرق التي يمكن ان يفضى البربر منها الى التراب الرومي. وقام بتلك البناءات والاستحكامات بجلها سليمان الخصي، وببعضها معمرو الروم انفسهم.
ومن المدن الكبرى التي أحيطت بالاسوار قرطنة وقيصرية وسطيف وميلة وتمغاد وقصر الصبيحي وقالمة ومدوروش وتبسة.
نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 370