نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 316
صار من يحكم عليه بالنفي من رومة يمنع من افريقية لما بين الوطنيين من المشابهة في الحياة والرفاهية.
ونحن لا ننازع في وجود حضارة رومانية بالجزائر شبيهة بحضارة رومة. وانما نبحث عن هذه الحضارة هل كانت خاصة بالرومان أم أن البربر أقبلوا عليها؟
اختلفت أقوال الباحثين من المؤرخين ازاء هذه النقطة وانقسموا ثلاث فرق:
1 - فرقة تقول: كل ما كان بافريقية الشمالية من بناءات وفلاحة وسائر وجوه العمران انما كان من البربر، أخذوا الاساليب عن الرومان وعمروا لانفسهم. وزعيم هذه الفرقة هو لويس بيرتران. ومما قاله بيرتران: ان البربر أقبلوا على الحضارة الرومانية أكثر مما أرادت منهم رومة: وان افريقية اللطينية لم تزل قائمة الى يومنا هذا، لم ينسخ ظلها نور الاسلام اذ أنه أنما أتاها بدين ولم يأتها بحضارة، وانه لم تقع معارضة بين البربر والرومان مع كون السيادة للرومان لا سياسيا ولا دينيا ولا اقتصاديا.
وهذه أقوال سخيفة. وقد تعرض يبروني لردها. أما أنا فلا أطيل الفصل بنقض أمثال هذه الاقوال، وكونها صادرة عن فكر لويس بيرتران كاف لسقوطها. وإذا كنت تجهل هذا الرجل- رغم كونه رئيس المجمع العلمي الفرنسي- فهو الذي قال فيه أحد الكتاب الفرنسيين وأجاد:، إذا أردت الحقيقة في كلام بيرتران تجدها في نقيض ما يقول".
2 - وفرقة تقول: ان الحضارة الرومانية بالجزائر مركبة من أيدي واذهان الرومان والبربر، وان العنصرين كانا مشتركين في الاحساسات الدينية والسياسية والفوائد الاقتصادية، وان رومة تداخلت في أخلاق البربر فغيرتها تغييرا معتبرا.
نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 316