نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 271
يميزهم. ولم يكن للامبراطور يد في نظام هذه الجمهورية الداخلي مدة اتحادها.
ولحسن هذا النظام عاش السكان تحته عيشة راضية وترقى الوطن ترقيا عظيما وارتفع شأنه في الحضارة والعمران. وتقدمت به العلوم والفنون والآداب. ونحن نثبت أبياتا قالها صائغ بقرطة لتنقش على قبره وهي باللطينية، وهاك تعريبها من غير تصرف:
"أنا المستحيل علي الكلام الآن أقص عليك حياتي في هذه الابيات:
تمتعت طويلا بالضوء النير وكنت "برسليوس" الصائغ بقرطة
صفاء طويتي يضرب به المثل وكنت دائما صادق القول
كان ما عندي للجميع ومن ذا الذي لم أشفق عليه
دائم الابتسام تمليت دواما مع أحبائي في حياة مترفة
وبعد وفاة العفيفة الصاحبة "فليريه" لم أجد مثلها
واحتفلت- بكل احترام- مائة مرة بعيد ازديادي
ولكن أتى اليوم الاخير الذي فيه تغادر الروح الجثمان البالي
وهذه الكتابة التي أنت قارئها قد هيأتها أثناء حياتي لمماتي
التي أتاحها لي الحظ. وطالما رافقتي ولم يهملني
فاقف أثري واتل سبيلي على ما كانت عليه ثم ائتني فها انا ذا منتظرك هنا".
بلغ الناس في هذه الجمهورية مبلغا عظيما من البذخ والرفاهية حتى حدثت قرى صغرى وطلبت نوعا من الاستقلال. فاعانها على
نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 271