نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 224
نوميديا الحديثة الى افريقية الاصلية. ووجه الدلالة ان الرومان كانوا يخشون ثورات البربر. فلا يلحقون بمستعراتهم التي تحت تصرفهم الفعلي الا الاوطان التي ذللها الحكم وعبدها التمدن حتى صارت عاجزة عن الثورات.
وكان الجيتوليون مستقلين تحت عظماء منهم، فتقرب اليهم الرومان اولا بالملاطفة. وعقدوا معهم معاهدات، وعدوهم حلفاء مستقلين. قال مرسيي: "وتلك خطوة اولى لاخضاعهم" ومع ذلك فقد كانوا كثيرا ما يهجمون على الجهات الشمالية. وفي سنتي (29) و (21) دافعهم ضابطان رومانيان. وقهقراهم الى القفار. ووقعت بينهم وبين يوبا
عدة وقائع كانت جيوشه فيها منهزمة حتى استعان بالرومان. واذ ذاك اهتموا بهم وحاربوهم الى ان انتصروا عليهم وقطعوا جرثومة ثوراتهم سنة (6م).
في سنة (71) ق. م نقل وكتافيوس يوبا من نوميديا الحديثة. واضافها الى ولاية افريقية. وجمعتا تحت وال واحد الى نظر مجلس الشيوخ. وعوضه عنها بالموريطانيتين وبعض المراكز الجيتولية.
فأصبحت له مملكة مترامية الاطراف. حدها الشرقي جيجل او بجايه، والغربي المحيط الاطلانتيقي، والجنوبي الصحراء.
نزل من مدن هذه المملكة يول، واتخذها قاعدة. وسماها قيصرية وتولى ادارتها بحسن تدبير. وكانت هذه المملكة قبل لبوكوس الثالث.
فلما توفي قدم اليها وكتافيوس نفسه. واضافها الى رومة. وبقيت تحت نفوذه مباشرة حتى نقل اليها يوبا.
يوبا اخذه يوليوس قيصر بعد واقعة طبسوس الى رومة وعمره خمس سنوات. وبعد قتل قيصر كفله وكتافيوس، فقضى صباه تحت رعايته، ورباه على احترام رومة، وقد علم اخلاصه لها. فلما كبر جعله قنطرة لنقل الجراد الروماني الى افريقية الشمالية: فولاه اولا على نوميديا.
نام کتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث نویسنده : الميلي، مبارك جلد : 1 صفحه : 224