responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 207
وصنوف القوات المسلحة في عهده كما هي الحال في عهود من سبقه من أمراء وخلفاء بنو أمية تتكون من صنفين أساسيين هما المشاة وهي القوة الضاربة في الجيش، والفرسان [93] الذين يعدون من الصنوف الفاعلة في كل موقعة من المواقع.
4 - بناء الزاهرة:
اقتفى المنصور ابن أبي عامر أثر الخليفة عبد الرحمن الناصر عندما شرع في بناء مدينة خاصة به سنة 368 هـ/978 م اتخذت اسم الزاهرة، والدوافع إلى بناء هذه المدينة لا تختلف كثيراً عن الدوافع التي حدت بالخليفة الناصر إلى تأسيس مدينة الزهراء، وهي تمجيد عصورهم بمنشآت مميزة، دلالة على العزة والسلطان الواسع [94]. والسبب المضاف ما ذكره ابن عذاري بقوله: " أمر المنصور ابن أبي عامر ببناء قصره المعروف بالزاهرة وذلك عندما استفحل أمره، واتقد جمره وأظهر استبداده، وكثر حساده وخاف على نفسه في الدخول إلى قصر السلطان وخشي أن يقع في أشطان، فتوثق لنفسه، وكشف له ما ستر عنه في أمسه، من الاعتزاز عليه، ورفع الاستناد إليه ... " [95].
وقد تم بناء الزاهرة في سنة 370 هـ/979 م وانتقل إليها المنصور بحاشيته وخاصة من الحرس، وشحنها بأنواع الأسلحة [96]، ثم نقل إليها خزينة الدولة ودواوينها، وأقطع ما حولها لكبار رجالات الدولة من عسكريين ومدنيين فساروا سيرته وابتنوا القصور الفخمة وعمروا المنتزهات الواسعة. وتنافس العامة في البناء حولها حتى اتصلت عمائرها بالعاصمة قرطبة [97].
ولم تعمر مدينة الزاهرة طويلاً فقد كان عمرها رهيناً بعمر الدولة العامرية فما أن قتل عبد الرحمن الملقب شنجول حتى عم الخراب عمائر هذه المدينة ونهبت قصورها وانتهت رسومها في الفوضى التي عمت البلاد سنة 399هـ [98]، واندثرت بهذا التخريب تلك المدينة اندثاراً يختلف عن ذلك الذي حل بالزهراء إذ عثر على الكثير من قطع

[93] في البيان المغرب: 2/ 301 " كان عدد الفرسان المرتزقين بحضرته ونواحيها الذين حارب بهم الحروب عشرة آلاف وخمسمائة وأجناد الثغور قريباً من ذلك ".
[94] يقول ابن عذاري: 2/ 275 " وسما إلى ما سمت إليه الملوك من اختراع قصر ينزل فيه ... ".
[95] ابن عذاري: 2/ 275؛ المقري: 1/ 578.
[96] ابن عذاري: 2/ 275؛ ابن خلدون: 4/ 148.
[97] ابن عذاري: 2/ 276؛ المقري: 1/ 579.
[98] ابن الخطيب، أعمال الأعلام: 110 وما بعدها.
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست