responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 108
لم يكن هؤلاء الأمراء جميعاً على مستوى واحد من القدرة والتمكن من الاضطلاع بشؤون الحكم، فقد تميز منهم عدة أمراء، كان لهم دور كبير في مرحلة التأسيس والتوطيد لهذا العهد، نخص بالذكر منهم الأمير عبد الرحمن الأول، وكل من ابنه هشام الأول، وحفيده الحكم الأول. كما امتاز الأمير عبد الرحمن الثاني بنبوغه وحكمته في إرساء القواعد التي وضعها عبد الرحمن الأول، ووصل بالبلاد إلى حقبة تميزت بالاستقرار والازدهار السياسي والحضاري والاقتصادي. وقد انشغل الأمراء الآخرون بالفتن والثورات التي كانت تقوم على الدولة من قبل مختلف الجماعات والشرائح الاجتماعية التي تعيش في البلاد. فقضوا سنوات حكمهم في صراع مرير لتحقيق وحدة البلاد، ومن هؤلاء الأمراء، الأمير محمد بن عبد الرحمن، وبشكل خاص في السنوات الأخيرة من حكمه، وكذلك ابنيه الأميرين المنذر وعبد الله. وسنحاول فيما يأتي التعرف على أهم إنجازات الأمراء بوجه عام في سبيل تثبيت السلطة والاستقرار، على الصعيدين الداخلي والخارجي.
أ - إنجازات الأمراء لتثبيت السلطة الأموية على الصعيد الداخلي:
1 - محاولة تغيير مفهوم الحكم وإحلال سلطة الدولة محل سلطة القبيلة:
كانت السلطة في عهد الولاة قبلية، وعلى الرغم من وجود والٍ أو أمير للبلاد، لكن كل قبيلة كانت تخضع لزعيمها، الذي يسعى للحصول على المصالح والامتيازات له ولأفراد قبيلته، ويتصرف مع بقية العشائر والقبائل وفقاً لهذه السياسة. وكانت بعض القبائل عندما تنفرد بالسلطة تنكل بغيرها من القبائل. ولقد رأينا فيما سبق موقف الصميل ويوسف من بقية القبائل اليمنية، لا سيما بعد انتصارهما عليها في معركة شقندة. ومن هنا، فقد كان من أهم أهداف سياسة عبد الرحمن الأول، السيطرة القوية على البلاد، والتقليل من نفوذ رجال القبائل، وإحلال سلطة الدولة ممثلة بالأمير محل سلطة القبائل. وبما أن سلطة الدولة كانت فوق سلطة القبائل ومنازعاتها، لهذا نرى الأمير عبد الرحمن يقف موقفاً حازماً إزاء مؤيديه حينما حاولوا خلق جو من الفوضى والانتقام من المهزومين في معركة المصارة، وذلك بنهب العاصمة قرطبة. وقد ازدادت شكوك عبد الرحمن الأول في جدوى الاعتماد على رجال القبائل وزعمائهم، عندما اكتشف مؤامرتهم للتخلص منه في الساعات الأولى بعد انتصاره على يوسف والصميل.
ففكر في تأسيس أول جهاز للشرطة للدولة الجديدة، وأحاط نفسه بالمؤيدين من موالي الأمويين، كما عهد إلى أقربائه، وبعض القادة الموالين من الأجناد بالمناصب الحساسة في البلاد. ونظراً لقلة هؤلاء المؤيدين في أول الأمر، اضطر عبد الرحمن إلى

نام کتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست