نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 74
بالكتاب والسنة والذين هم أسعد الناس بالعمل بهما وهم أهل السنة والجماعة، فيجب على كل مسلم أن يعتقد أحقية عثمان - رضي الله عنه -، وأن يسلم تسليما كاملا للنصوص الدالة على ذلك [1]. سادسًا: انعقاد الإجماع على خلافة عثمان:
أجمع أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكذا من جاء بعدهم ممن سلك سبيلهم من أهل السنة والجماعة على أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أحق الناس بخلافة النبوة بعد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ولم يخالف أو يعارض في هذا أحد؛ بل الجميع سلم له بذلك لكونه أفضل خلق الله على الإطلاق بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقد نقل الإجماع على أحقية عثمان - رضي الله عنه - بالخلافة بعد عمر - رضي الله عنه - طائفة من أهل العلم بالحديث وغيرهم، ومن تلك النقول ([2]):
1 - ما رواه ابن أبي شيبة بإسناده إلى حارثة بن مضرب قال: حججت في إمارة عمر فلم يكونوا يشكون أن الخلافة من بعده لعثمان (3)
2 - وروى أبو نعيم الأصبهاني بإسناده إلى حذيفة - رضي الله عنه - قال: إني لواقف مع عمر تمس ركبتي ركبته فقال: من ترى قومك يؤمرون؟ قال: إن الناس قد أسندوا أمرهم إلى
ابن عفان [4].
3 - ونقل الحافظ الذهبي عن شريك بن عبد الله القاضي أنه قال: قُبِضَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فاستخلف المسلمون أبا بكر، فلو علموا أن فيهم أحدا أفضل منه كانوا قد غشوا، ثم استخلف أبو بكر عمرَ فقام بما قام به من الحق والعدل، فلما احتضر جعل الأمر شورى بين ستة، فاجتمعوا على عثمان، فلو علموا أن فيهم أفضل منه كانوا قد غشونا [5].
فهذه النقول فيها بيان واضح في أن أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد اشتهر بينهم أولوية عثمان بالخلافة، وما زال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيًّا لما سبق من علمهم ببعض [1] عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام، د. ناصر بن علي عايض حسن الشيخ (2/ 664). [2] المصدر نفسه (2/ 665).
(3) المصنف (14/ 588). [4] كتاب الإمامة والرد على الرافضة، ص306. [5] ميزان الاعتدال في نقد الرجال، محمد بن عثمان الذهبي (2/ 273).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 74