نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 419
عثمان؛ فإنا كنا نعده من خيارنا [1]. خامسًا: أثر مقتل عثمان في حدوث فتن أخرى:
لقد كانت فتنة قتل عثمان سببا في حدوث كثير من الفتن الأخرى، وألقت بظلالها على أحداث الفتن التي تلتها، فتغيرت قلوب الناس وظهر الكذب، وبدأ الخط البياني للانحراف عن الإسلام في عقيدته وشريعته [2]. وكان مقتل عثمان من أعظم الأسباب التي أوجبت الفتن بين الناس، وبسببه تفرقت الأمة إلى اليوم [3]؛ فتفرقت القلوب، وعظمت الكروب، وظهرت الأشرار وذل الأخيار، وسعى في الفتنة من كان عاجزا عنها، وعجز عن الخير والصلاح من كان يحب إقامته، فبايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو أحق الناس بالخلافة حينئذ، وأفضل من بقي, لكن القلوب متفرقة ونار الفتنة متوقدة، فلم تتفق الكلمة ولم تنتظم الجماعة، ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة من كل ما يريدون من الخير، ودخل في الفرقة والفتنة أقوام [4].
وبدأ ضعف الفتوحات تدريجيا خلال السنين الأخيرة من خلافة عثمان، عندما بدأت الفتن تضرب بلاد الإسلام ومركز الخلافة، ثم توقفت عندما قتل عثمان، واستمرت متوقفة بل تراجعت في بعض الأماكن إلى بداية عهد معاوية؛ حيث استقرت أحوال المسلمين فانطلقت الفتوحات شرقا وغربا وشمالا [5].
سادسًا: الظلم والاعتداء على الآخرين من أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة:
إن الظلم والاعتداء على الآخرين بغير حق من أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة، كما قال الله -عز وجل-: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} وإن المتتبع لأحوال أولئك الخارجين على عثمان - رضي الله عنه - المعتدين عليه يجد أن الله تعالى لم يمهلهم, بل أذلهم وأخزاهم وانتقم منهم فلم ينجُ منهم أحدا [6].
روى خليفة بن خياط في تاريخه بإسناد صحيح إلى عمران بن الحدير قال: إن لم [1] تحقيق مواقف الصحابة (1/ 379) فضائل الصحابة، إسناده صحيح. [2] المصدر نفسه، ص590. [3] مجموع الفتاوي (25/ 162). [4] المصدر نفسه (25/ 163). [5] أحداث وأحاديث فتنة الهرج، ص591. [6] تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (1/ 483).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 419