نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 276
بأنه فاسق .. وكيف نقبل السند الضعيف والآية نفسها تحث على التثبت في قبول الأخبار، فهذه الآية وضعت أصل علم الرواية [1].
إن قصة الوليد بن عقبة فيما نسبوه إليه لا تقبل فيها إلا الأخبار الصحيحة السند والمتن؛ لأنها تصفه بالفسق، وهذا مطعن لا يتساهل في قبوله إذا وُصف به رجل من عرض الناس في العصر الحديث بعد خمسة عشر قرنا من عصر الدعوة، فكيف نتساهل في نسبتها إلى رجل عاش في العهد النبوي، وفي عهد الخلفاء الراشدين، وأوكلوا إليه أعمالا ذات خطر؟!.
والقصة تمثل جزءا من تاريخ صدر الإسلام، وتتصل أجزاء القصة وحوادثها بالعقيدة الإسلامية، وأخبار هذا الجانب من التاريخ الإسلامي لا يتساهل في قبولها، كما يتساهل في قبول الأخبار التي تتصل بالعمران المدني، ثم إن الوليد بن عقبة من مسلمة الفتح، وكثيرا ما توجه المطاعن إلى إسلام هذه الفئة من الناس، ويزعم بعض المؤرخين أنهم أسلموا مكرهين، ولم يدخل الإيمان إلى قلوبهم، وهو زعم باطل بلا ريب [2]. وأخبار الوليد بن عقبة تزيَّد الرواة فيها، ولعبت بها الأهواء المذهبية والسياسية، ودخلها الوضع، وكانت ميدانا لتسابق أهل القصة في اختبار القدرة على الوضع وإثبات عبقريتهم الأدبية المجنحة [3].
ومما يعكر على رواية إرسال الوليد بن عقبة لجمع صدقات بني المصطلق ويعارضها حديث موصول السند إلى رجال ثقات، أن الوليد بن عقبة كان يوم الفتح صغيرا ومن كان في سنه لا يرسله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عاملا، فعن فياض بن محمد الرقي، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج الكلابي، عن عبد الله الهمداني (أبي موسى) عن الوليد بن عقبة قال: لما فتح رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة، جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم فجيء بي إليه، وإني مطيب بالخلوق، ولم يمسح على رأسي، ولم يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني بالخلوق، فلم يمسني من أجل الخلوق [4].
إن القصة لعبت بها الأهواء المذهبية؛ فالوليد أموي عثماني، والذي أقحم اسم الوليد في قصة سبب نزول الآية شيعي رافضي (محمد بن السائب الكلبي)، قال عنه [1] المدينة النبوية فجر الإسلام (2/ 182). [2] المصدر نفسه (2/ 173). [3] المصدر نفسه (2/ 173). [4] مسند أحمد (4/ 32).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 276