نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 259
هـ- تيسير أمور الحج:
كان الولاة على البلدان في صدر الإسلام مسئولين عن تيسير أمور الحج في ولاياتهم وتأمين سلامة الحجاج منها، فقد كان الولاة يعينون الأمراء على قوافل الحج، ويحددون لهم أوقات السفر؛ حيث لا يغادر الحجاج بلدانهم إلا بإذن الوالي، ولم يكتفِ بعض الأمراء بأمور الترتيب؛ بل نجد منهم من عمل على تأمين المياه في الأماكن التي يسلكها الحجاج من ولايته، فهذا عبد الله بن عامر بن كريز أجرى المياه في طريق حجاج البصرة حينما كان عاملا عليها لعثمان بن عفان؛ حيث أوجد المياه في الطريق من البصرة إلى مكة [1]. وقد أكد الفقهاء بعد ذلك على أن تسيير الحجاج عمل من مهام الوالي على بلده، يقول الماوردي: أما تسيير الحجيج فداخلة في أحكام إمارته؛ لأنه من جملة المعونات التي تنسب إليه [2].
و- إقامة الحدود الشرعية:
إن إقامة الحدود على المخالفين لأوامر الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واجب ديني ملقى على الولاة، وهو من أهم الأمور الموكلة إليهم سواء منها الحدود المتعلقة بمن يتعرض لمنافع المسلمين العامة أو من يتعرض بالضرر لأقوام معينين [3]، وقد قام عثمان وولاته بإقامة الحدود الشرعية في عهده - رضي الله عنه -. 2 - تأمين الناس في بلادهم:
المحافظة على الأمن في الولاية من أعظم الأمور الموكلة إلى الوالي، وفي سبيل تحقيق ذلك فإنه يقوم بالعديد من الأمور أهمها إقامة الحدود على العصاة والفساق [4]، مما يحد من الجرائم التي تهدد حياة الناس وممتلكاتهم، وبالتالي تقل الحوادث الأمنية من القتل أو السرقة أو قطع الطريق وما إلى ذلك؛ بل الأمر أيضا يشمل ما يلقيه الناس من أقوال ضد بعضهم البعض من قذف وغيره، فإن إقامة الحد فيها يمنع من الاعتداء الأدبي على الناس في أعراضهم ومحارمهم, ولم يقتصر الأمر على تأمين الناس بعضهم من بعض؛ بل إن العمال -وبأمر من الخلفاء- يعملون على تأمين رعاياهم من الحشرات والهوام [1] الولاية على البلدان (1/ 192). [2] الأحكام السلطانية، أبو الحسن الماوردي، ص33. [3] السياسة الشرعية لابن تيمية، ص66. [4] الولاية على البلدان (2/ 71).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 259