نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 255
في كل موسم، وقد سلطت الأمة منذ وليت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا يرفع على شيء ولا على أحد من عمالي إلا أعطيته، وليس لي ولا لعيالي حق قبل الرعية إلا متروك لهم, فيا من ضرب سرا وشتم سرا .. من ادعى شيئا من ذلك فليواف الموسم فيأخذ بحقه؛ حيث كان مني أو من عمالي ... أو تصدقوا فإن الله يجزي المتصدقين، فلما قرئ في الأمصار، أبكى الناس ودعوا لعثمان [1].
ثالثًا: حقوق الولاة:
استقر في عهد الخلفاء الراشدين بأن للولاة حقوقا مختلفة يتصل بعضها بالرعية وبعضها بالخليفة، بالإضافة إلى حقوق أخرى متعلقة ببيت المال، وكل هذه الحقوق الأدبية أو المادية تهدف بالدرجة الأولى إلى إعانة الولاة على القيام بواجباتهم وخدمة المصلحة العامة، ومن أهم هذه الحقوق: 1 - الطاعة في غير معصية الله:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].
قال القرطبي: لما تقدم إلى الولاة في الآية المتقدمة وبدأ بهم فأمرهم بأداء الأمانات، وأن يحكموا بين الناس بالعدل، تقدم في هذه الآية فأمر الرعية بطاعته جل وعلا أولاً وهي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ثم بطاعة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثانيا فيما أمر به ونهى عنه، ثم بطاعة الأمراء ثالثا، على قول الجمهور وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم [2]. وفي العهد الراشدي خصوصا والمجتمع الإسلامي عموما، الشريعة فوق الجميع، يخضع لها الحاكم والمحكوم، ولهذا فإن طاعة الحكام مقيدة دائما بطاعة الله ورسوله، كما قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا طاعة في المعصية، إنما الطاعة في المعروف» [3].
2 - بذل النصيحة للولاة:
من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الأساس الذي تقره الأمة بأكملها، [1] تاريخ الطبري (5/ 349). [2] تفسير القرطبي (5/ 259). [3] البخاري، كتاب الأحكام، رقم (7145).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 255