نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 242
عليها وعلى أذربيجان في الوقت نفسه [1]. وتعد هذه الولاية إضافة جديدة أضافها عثمان إلى الدولة الإسلامية ولم تكن فتحت قبله، وقد لقي المسلمون عناء شديدا في فتحها وتنظيمها وضبط أمورها [2]. سابعًا: ولاية مصر:
كان والي مصر في خلافة عمر بن الخطاب هو عمرو بن العاص الذي حكمها ما يقرب من أربع سنوات [3]. وتوفي عمر وهو وال عليها، وقد أقره عثمان بن عفان في بداية خلافته فترة من الوقت, وكان يساعده في عمله في بعض نواحي مصر عبد الله بن أبي السرح [4] الذي كان مصاحبا لعمرو بن العاص منذ أيام فتوحه في فلسطين؛ حيث كان من ضمن قواده واشترك معه في فتوح مصر [5]. وقد عينه عمر على بعض صعيد مصر بعد فتحها [6] , ويبدو أن عمرو بن العاص وعبد الله بن سعد بن أبي السرح حدث بينهما خلاف في وجهات النظر، فوفد عمرو بن العاص على عثمان بعد مبايعته بالخلافة، وطلب منه عزل عبد الله بن سعد عن ولاية الصعيد، فرفض عثمان ذلك, وذكر له أن عمر هو الذي ولى ابن أبي السرح، وأنه لم يأت بما يوجب العزل، فأصر عمرو على عزله، وأصر عثمان على عدم موافقته، ونتيجة لإصرار كل من الطرفين على رأيه، رأى عثمان أن من الأصلح عزل عمرو عن مصر وتولية عبد الله بن أبي السرح مكانه، وهذا ما حدث بالفعل [7]. وفي هذه الظروف قام الروم بالإغارة على الإسكندرية والاستيلاء عليها وقتلوا جميع من فيها من المسلمين، فرأى أمير المؤمنين تعيين عمرو على جيوش مصر لفتح الإسكندرية من جديد والقضاء على جيش الروم، وتم ذلك فعلا ([8])،
وقد فصَّلت أحداثه في حديثي عن الفتوحات، ثم إن عثمان أراد أن يعيد عمرو على ولاية أجناد مصر وحربها, وأن يجعل عبد الله بن سعد على الخراج، إلا أن عمرو رفض ذلك، وتكاد الأخبار تندر عن ولاية عمرو في مصر خلال عهد عثمان - رضي الله عنه - سوى ما [1] تاريخ اليعقوبي (2/ 168)، الولاية على البلدان (1/ 177). [2] الولاية على البلدان (1/ 177). [3] النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، د. جمال الدين بردي (1/ 77). [4] سير أعلام النبلاء (1/ 33). [5] المصدر نفسه (1/ 33). [6] ولاة مصر للكندي، ص33, فتوح مصر وأخبارها، ص173. [7] الولاية على البلدان (1/ 178). [8] المصدر نفسه (1/ 178، 179).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 242