نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 238
الصحابة من المهاجرين والأنصار، وبذلك تكتسب أهمية خاصة. وقد كان عثمان بحكم خلافته مقيما بها ويتفقد أحوالها، حتى إنه كان يسأل عن أسعار المواد الغذائية وعن أخبار الناس [1]. وكان عثمان - رضي الله عنه - إذا سافر إلى الحج يستخلف أحد الصحابة على المدينة حتى يرجع، وكثيرا ما كان يستخلف زيد بن ثابت - رضي الله عنه - [2]. وكان في المدينة بيت مال وديوان للأعطيات كغيرها من الأمصار، وتعتبر المدينة من أكثر الأمصار الإسلامية هدوءًا خلال عصر عثمان سوى ما حدث في أيامه الأخيرة من اضطراب الأحوال فيها بعد وصول جيوش الفتنة وحصار عثمان وخروج بعض كبار الصحابة منها [3].
ثالثًا: البحرين واليمامة ([4]):
توفي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وعلى البحرين عثمان بن أبي العاص الثقفي فأقره عثمان عليها فترة من الوقت، وتدل الروايات على أن عثمان بن أبي العاص كان على ولاية البحرين بعد مبايعة عثمان بثلاث سنين؛ أي سنة 27هـ، بدليل مشاركته بجيشه مع جيش البصرة في بعض الفتوح [5]. ويبدو أن التعاون الذي بدأ بين ولاية البحرين وولاية البصرة في عهد عمر أخذ يشتد ويقوى في عهد عثمان خصوصا بعد تولية (عبد الله بن عامر بن كريز) [6] على البصرة؛ حيث أصبح عامل البحرين أحد القواد التابعين لعبد الله بن عامر والي البصرة، كما أن النصوص التاريخية تفيد تبعية ولاية البحرين للبصرة -إلى حد ما- واندماجها معها، بحيث أصبح ابن عامر يعين العمال عليها من قبله [7]. ويؤكد أحد الباحثين هذا التعاون في قوله: وفي زمن الخليفة عثمان بن عفان ألحقت البحرين بالبصرة عندما أصبحت الأخيرة قاعدة لفتوح فارس وجنوب إيران، فصار ولاتها تابعين لأمير البصرة, وقد عزز هذا صلة البصرة بالبحرين ووثقها [8]. [1] تاريخ المدينة (3/ 961، 962). [2] الولاية على البلدان (1/ 168، 169). [3] المصدر نفسه (1/ 169). [4] البحرين: كانت تطلق على المناطق التي تشمل إمارات الخليج العربي والجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية عدا الكويت, وأما اليمامة: فكانت في بلاد نجد. [5] تاريخ خليفة بن خياط ص159، الولاية على البلدان (1/ 169). [6] الطبقات لابن سعد (5/ 44). [7] الولاية على البلدان (1/ 169). [8] البحرين في صدر الإسلام، عبد الرحمن بن النجم، ص141.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 238