نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 227
أرجاء الأرض ما انعقد عليه إجماعهم، فلم يعرف قط يومئذ لهم مخالف ولا عرف عند أحد نكير، وليس شأن القرآن الذي يخفى على آحاد الأمة فضلا عن علمائها وأئمتها البارزين [1].
إن عثمان - رضي الله عنه - لم يبتدع في جمعه المصحف، بل سبقه إلى ذلك أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، كما أنه لم يصنع ذلك من قِبَل نفسه، إنما فعله عن مشورة للصحابة -رضي الله عنهم- وأعجبهم هذا الفعل وقالوا: نعم ما رأيت، وقالوا أيضا: قد أحسن (أي في فعله في المصاحف) [2].
وقد أدرك مصعب بن سعد صحابة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين مشق [3] عثمان - رضي الله عنه - المصاحف فرآهم قد أعجبوا بهذا الفعل منه [4]، وكان علي - رضي الله عنه - ينهى من يعيب على عثمان - رضي الله عنه - بذلك ويقول: يا أيها الناس، لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيرا أو قولوا خيرا, فوالله ما فعل الذي فعل -أي في المصاحف- إلا عن ملإٍ منا جميعا -أي الصحابة-, والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل [5].
وبعد اتفاق هذا الجمع الفاضل من خيرة الخلق على هذا الأمر المبارك، يتبين لكل متجرد عن الهوى أن الواجب على المسلم الرضا بهذا الصنيع الذي صنعه عثمان - رضي الله عنه - وحفظ به القرآن الكريم [6].
قال القرطبي في التفسير: وكان هذا من عثمان - رضي الله عنه - بعد أن جمع المهاجرين والأنصار وجلة أهل الإسلام وشاورهم في ذلك، فاتفقوا على جمعه بما صح وثبت من القراءة المشهورة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واطراح ما سواها، واستصوبوا رأيه، وكان رأيا سديدا موفقا (7) [1] عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص175. [2] فتنة مقتل عثمان بن عفان (1/ 78). [3] مشق هو: الحرق، (لسان العرب 10/ 344). [4] التاريخ الصغير للبخاري (1/ 94)، إسناده حسن لغيره. [5] فتح الباري (9/ 18)، إسناده صحيح. [6] فتنة مقتل عثمان بن عفان (1/ 78).
(7) الجامع لأحكام القرآن (1/ 88).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 227