نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 105
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [النحل: 76] قال: هو عثمان [1]. وكان - رضي الله عنه - يفتتح القرآن ليلة الجمعة، ويختمه ليلة الخميس [2]، وكان - رضي الله عنه - يصوم الدهر ويقوم الليل إلا هجعة من أوله [3].
رابع عشر: خوفه من الله وبكاؤه ومحاسبته لنفسه:
فقد جاء في إحدى خطبه: أيها الناس، اتقوا الله؛ فإن تقوى الله غنم، وإن أكيس الناس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، واكتسب من نور الله نورا لقبره، ويخشى أن يحشره الله أعمى وقد كان بصيرا [4]. وقد روى عنه قوله: لو أني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتها يؤمر بي لتمنيت أن أصير رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير.
وكانت روحه ترتجف وعَبَراته تفيض عندما يذكر الآخرة، وعندما يتخيل نفسه وقد انشق قبره ونسل من جدثه إلى العرض والحساب [5]؛ فعن هاني مولى عثمان، قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه». قال: وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «والله ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه». قال: وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، ثم قال: «استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت؛ فإنه الآن يسأل» [6]. وهذا من فقه القدوم على الله الذي استوعبه عثمان - رضي الله عنه - وعاش به في حياته، وما أحوجنا إلى هذا الفقه العظيم الذي به تحيا النفوس وتنفجر الطاقات.
خامس عشر: زهده:
اشتهر أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - بأنه من أهل الغنى والثروة، ولكن مع هذه الشهرة فإنه قد رويت عنه أخبار تدل على أنه كان من الزاهدين في الدنيا، فعن حميد ابن نعيم، أن عمر وعثمان -رضي الله عنهما- دعيا إلى طعام، فلما خرجا قال عثمان لعمر: [1] تفسير ابن كثير (2/ 579). [2] علو الهمة (3/ 93). [3] صفة الصفوة للإمام ابن الجوزي (1/ 302). [4] صحيح التوثيق في سيرة وحياة ذي النورين، مجدي فتحي السيد، ص107. [5] نظام الحكم في عهد الخلفاء الراشدين، حمد محمد الصمد، ص205. [6] فضائل الصحابة رقم (773)، إسناده حسن.
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 105