نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 100
سابعًا: الحياء والعفة:
الحياء من أشهر أخلاق عثمان - رضي الله عنه - وأحلاها، تلك الصفة النبيلة التي زينه الله بها، فكانت فيه منبع الخير والبركة، ومصدر العطف والرحمة، فقد كان - رضي الله عنه - من أشد الناس حياء [1]. فقد ذكر الحسن البصري -رحمه الله- عثمان بن عفان يوما وشدة حيائه فقال: إنه ليكون في البيت، والباب عليه مغلق، فما يضع عنه ثوبه ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه [2].
ومن حيائه - رضي الله عنه - ما روته بنانة -وهي جارية لامرأته- تقول: كان عثمان إذا اغتسل جئته بثيابه فيقول لي: لا تنظري إلي، فإنه لا يحل لك [3]. وقد وردت الأحاديث النبوية التي تحدثت عن حيائه وقد ذكرتها في موضعها.
وأما عن عفته وبعده عن مساوئ الأخلاق فحدث في ذلك بما شئت ولا حرج، فإنه - رضي الله عنه - لم يعرف طريق الفحشاء في الجاهلية ولا في الإسلام، يقول عثمان - رضي الله عنه -: ما تغنيت ولا تمنيت [4]، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا شربت خمرا في جاهلية ولا في الإسلام، ولا زنيت في جاهلية ولا في الإسلام [5].
ثامنًا: الكرم:
كان عثمان - رضي الله عنه - من أكرم الأمة وأسخاها، وله في ذلك مواقف ومآثر لا تزال غرة في جبين التاريخ الإسلامي؛ فقد مر معنا ما قام به في غزوة تبوك، وشراؤه لبئر رومة وتصدقه به على المسلمين، وتوسيعه للمسجد النبوي في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , وتصدقه بالقافلة المحملة بالخيرات في عصر الصديق - رضي الله عنه -، وكان - رضي الله عنه - يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم، فجميع ما أعتقه ألفان وأربعمائة رقبة تقريبا [6]. وقد روى أنه كان له على طلحة بن عبيد الله -وكان من أجود الناس- خمسون ألفا، فقال له طلحة يوما: قد تهيأ مالك فاقبضه، فقال له عثمان: هو لك معونة على [1] عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص48، 49. [2] صحيح التوثيق في سيرة وحياة ذي النورين، ص43. [3] طبقات ابن سعد (3/ 59)، خبر لا بأس به. [4] تغنيت: من الغناء، تمنيت: من التمني، وهو الكذب واختلاق الباطل. [5] صحيح التوثيق، ص44. [6] الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي (1/ 237).
نام کتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 100