نام کتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 50
كذا وكذا وكذا، قال له عبد الله بن الزبير: افعل به مثلما فعل بك. وتذكر المصادر أن عمرو بن الزبير تعرض لتعذيب شديد من جراء ذلك ومات تحت الضرب [1].
لقد أثبت ابن الزبير - رضي الله عنه - أنه يملك ذكاء ودهاء بارزين، الأمر الذي مكّنه من تحويل القضية لصالحه، بعدما كانت في يد يزيد بن معاوية، وكان ابن الزبير في بداية معارضته يعتمد على أن البيعة التي تمت ليزيد بن معاوية لم تكن بموافقة الناس، ولا بد من مشاركة الناس، وكان يدعو إلى الشورى، ولم تحقق معارضة ابن الزبير أي نجاح يذكر، فخلال سنتين أو أكثر من معارضته ليزيد لم يحدث أي تغير بشأن هيمنة الدولة على الحجاز، فضلاً عن غيره من الأقطار، ولكن ابن الزبير يهدف من التحرش بالأمويين إلى إيقاع يزيد في مأزق المواجهة، لقد ارتكب يزيد خطأ فادحًا عندما أقسم أن يأتيه ابن الزبير إلى دمشق في جامعة، فكيف يعقل من صحابي جليل تجاوز الستين من عمره أن يرضخ لطلب يزيد بن معاوية، ولقد استطاع ابن الزبير أن يظهر يزيد أمام أهل الحجاز بأنه شخص متسلط ليس أهلاً لولاية المسلمين، وجعلت هذه الحادثة من ابن الزبير- في نظر الكثير من المتمردين - طالب حق يواجه خليفة يحمل الظلم في أحكامه والتعسف في قراراته، والذي مكّن ابن الزبير وأكسبه الكثير من التعاطف هو موقف أمير المدينة- عمرو بن سعيد - فكان هذا الأمير - كما تذكر الروايات - شديدًا على أهل المدينة معرضًا عن نصحهم متكبرًا عليهم [2].
ثم ذلك الخطأ الكبير الذي وقع فيه عمرو بن الزبير، الذي تصفه الروايات أيضًا بأنه عظيم الكبر شديد العجب، ظلوم قد أساء السيرة وعسف الناس، وأخذ من عرفه بموالاه عبد الله والميل إليه، فضربهم بالسياط. ويقال: عمرو لا يُكلم، ومن [1] أنساب الأشراف (4/ 316)، تاريخ الإسلام حوادث سنة 61هـ. [2] الموفقيات للزبير بن بكار ص 152، نقلاً عن مواقف المعارضة ص 531.
نام کتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 50