نام کتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 120
يشاء, ألا إنه لن يذل الله من كان الحق معه, وإن كان فردًا, ولم يعز من كان وليه الشيطان وحزبه وإن كان معه الأنام طُرًّا, ألا وإنه قد أتانا من العراق خبر أحزننا وأفرحنا, أتانا قتل مصعب -رحمه الله- فأما الذي أفرحنا فعلمنا أن قتله له شهادة, وأما الذي أحزننا فإن لفراق الحميم لوعة يجدها حميمه عند المصيبة, ثم يرعوي بعدها ذوو الرأي إلى جميل الصبر, وكريم العزاء, ولئن أصبت بمصعب لقد أصبت بالزبير قبله, وما أنا من عثمان بخلو مصيبة, وما مصعب إلا عبد من عبيد الله وعون من أعواني, إلا أن أهل العراق -أهل الغدر والنفاق- أسلموه وباعوه بأقل الثمن, فإن يقتل فإنا -والله- ما نموت على مضاجعنا كما تموت بنو العاص, والله ما قتل منهم رجل في زحف في الجاهلية ولا الإسلام, وما نموت إلا قعصًا [1] بالرماح وموتًا تحت ظلال السيوف. ألا إنما الدنيا عارية من الملك الأعلى الذي لا يزول سلطانه, ولا يبيد ملكه, فإن تقبل لا آخذها أخذ الأشِر البَطر, وإن تدبر لا أبك عليها بكاء الحَرِق المهين. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم [2].
3 - رأي عبد الملك في مصعب بن الزبير: لما وضع رأس مصعب بين يدي عبد الملك, بكى وقال: ما كنت أقدر أن أصبر عليه ساعة واحدة من حبي له, حتى دخل السيف بيننا, ولكن الملك عقيم [3]. لقد نسي عبد الملك كل ما كان بينه وبين مصعب, ولم يذكر إلى الكرسي وسلطة الحكم, حتى إذا ما تم له الأمر, وخلص له الحكم, أخذ يتحدث عما كان بينهما من المودة والخُلة, وراح يذكر [1] القعص: الموت السريع. [2] تاريخ الطبري (7/ 53). [3] المصدر نفسه (7/ 47).
نام کتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 120