نام کتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 116
فقال: قاتل الله كثير عزة لكأنه يشاهدنا حين قال:
إذا ما أراد الغزو لم يثن همه ... حصانٌ عليها عِقدُ دُرٍ يزينها
نهته فلما لم تر النهي عاقه ... بكت وبكى مما عناها قطينها (1)
وسارع عبد الملك إلى العراق بجيشه, وجعل على مقدمته أخاه محمد بن مروان, ونزل بمسكن, وكان مصعب قد علم بمسيره, ونزل بمسكن مقدمته إبراهيم بن الأشتر, ونزل باجميرا [2] , وأخذ عبد الملك يكاتب زعماء أهل العراق من جيش مصعب يعدهم ويمنيهم, وكان إبراهيم بن الأشتر قائد جيوش المختار الثقفي قد انضم إلى مصعب بعد مقتل المختار, وكتب إليه عبد الملك أيضًا, فأخذ الكتاب مختومًا ودفعه إلى مصعب, فقال له: ما فيه؟ فقال له: ما قرأته, فقرأه مصعب فإذا هو يدعوه إلى نفسه, ويجعل له ولاية العراق, فقال لمصعب: إنه -والله- ما كان من أحد آيس منه مني, ولقد كتب إلى أصحابك كلهم بمثل الذي كتب إلي, فأطعني فيهم فاضرب أعناقهم, قال: إذًا لا تنصحنا عشائرهم, قال: فأوقرهم حديدًا, وابعث بهم إلى أبيض كسرى فاحبسهم هناك, ووكل بهم على عشائرهم, فقال: يا أبا النعمان, إني لفي شغل عن ذلك, يرحم الله أبا بحر -الأحنف بن قيس- إنه كان ليحذرني غدر أهل العراق, كأنه ينظر إلى ما نحن فيه [3].
وهذا ليس غريبًا على أهل العراق, فلهم في الغدر وتغيير المواقف سجل حافل. بل لقد صرح عبد الملك بأن كتبهم كانت تأتيه يدعونه إليهم قبل أن يكتب هو إليهم [4]. ولم يكن هذا خافيًا في معسكر مصعب, فعندما استدعى
(1) الكامل في التاريخ (3/ 51) , قطينها: خدمها. [2] تاريخ الطبري (7/ 43). [3] الكامل في التاريخ (3/ 52). [4] المصدر نفسه (3/ 52).
نام کتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 116