responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 86
عليهم [1]، لذلك أجمعت المصادر التاريخية على أن «النظام» لعب دوراً كبيراً في تنصيب السلطان الجديد، كما كان له الفضل الأكبر في إرساء دعائم الدولة وانتصاراتها الحربية [2] والفكرية والعقائدية على الباطنية والفلاسفة وذلك باهتمامه الكبير بعلماء أهل السنة ونشر المدارس النظامية في أرجاء الدولة السلجوقية, وسيأتي بيان ذلك بالتفصيل بإذن الله عند الحديث عن المدارس النظامية ودورها في حفظ منهج أهل السنة ودحر المد الباطني.
وقد أثبت السلطان الجديد مقدرة فائقة في الحرب، ورغبة نادرة في الإصلاح والتعمير حتى عده أحد المؤرخين المؤسس الحقيقي للإمبراطورية السلجوقية المترامية الأطراف وذلك بنشاطه وحنكة وزيره [3]، ويعتبر النظام هو الموجه لسياسة الدولة [4]، فسواء أكان المؤسس لدولة السلاجقة، طغرل بك، أو ألب أرسلان، أو ملكشاه، فإنهم قد تعاونوا على إنشائها وتوطيد دعائمها ثم اتساع رقعتها حتى كان لثالثهم من أقصى بلاد الترك إلى أقصى بلاد اليمن، وقد خطب له من حدود الصين إلى آخر الشام [5].
3 - خروج عمّه والقضاء عليه: لم يتربع ملكشاه على العرش السلجوقي حتى صدقت ظنون أبيه في وصيته، وخرج عليه أعضاء أسرته مطالبين بالعرش، وكان أول هؤلاء وأشدهم بأساً وأقواهم حجة, قاروت ملك كرمان أخو السلطان ألب أرسلان ولم يكن يخفى عليه أن النصر لا يكون له إلا إذا كسب الجيش وربح مؤازرته، فاستمال القواد والجنود بزيادة رواتبهم وتحسين حالتهم إذا أتى إلى الحكم, فقامت بذلك مظاهرتهم مطالبين بمجيء «قاروت» إلى العرش وأحقيته بالسلطان، وكتب إلى ابن أخيه في نفس الوقت يقول: إني أحقّ منك بالعرش لأني الأخ الأكبر للسلطان الراحل وأنت أصغر أبنائه. وسار بجيشه إلى الري [6]، وقد أدرك النظام خطورة هذه الفتنة وشدّتها، وأنها تهدد عرش السلطان ومنصب وزيره وأنها ستقضي عليهما وعلى أهدافه إذا كتب لها النصر, فقرر الإسراع بجيشهما نحو الري حتى بلغها قبل وصوله، وأجاب على رسالة عم السلطان: إن الابن أحقّ بالعرش من الأخ [7]، فالتقوا بقرب همذان، فانكسر جمعه، وأتي بعمه أسيراً، فوبّخه، فقال: أمراؤك كاتبوني، وأحضر خريطة فيها كتبهم، فناولها لنظام الملك ليقرأها، فرماها في منقل نار، ففرح الأمراء وبذلوا الطاعة ([8]
وأدخل قاروت السجن ولكن ما أدخله في روع الجنود من زيادة

[1] نظام الملك، ص 345.
[2] نظام الملك، ص 345.
[3] نظام الملك، ص 345.
[4] المصدر نفسه، ص 346.
[5] المصدر نفسه، ص 346.
[6] المصدر نفسه، ص 346.
[7] النجوم الزاهرة, نقلاً عن نظام الملك، ص 347.
[8] سير أعلام النبلاء (19/ 55).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست