نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 57
ب- الجهود التي بذلها المؤيد هبة الله الشيرازي لدعم فتنة البساسيري: لما وصل المؤيد في الدين إلى دمشق وهو في طريقه إلى الرحبة، رأى أن يستعين بثمال بن صالح
ابن مرداس - صاحب حلب - لإمداده بالرجال ولتأمين وصول الإمدادات الفاطمية إلى البساسيري وأصحابه, فكتب إليه بالمهمة التي عهد إليه بها، ثم ما لبث أن التقى المؤيد بثمال ابن صالح في الروستان [1] , فسلم المؤيد في الدين الأحمال إلى الأمير ثمال ليكون في حمايته [2]، ثم سار إلى معرة النعمان حيث وفد إليهما فريق من أصحاب البساسيري لاصطحابهم إلى الرحبة, وخلال ذلك تلقى المؤيد في الدين خطاباً من نصر الدولة بن مروان - صاحب ديار بكر وميافارقين- يعلن فيه خلع طاعة السلاجقة والدخول في طاعة الفاطميين معتذراً عن عدم إقامة الخطبة للسلاجقة على منابر بلاده خوفاً من بطشهم [3] وسار المؤيد هبة الله الشيرازي بصحبته الأمير ثمال بن مرداس على رأس جنده قاصداً الرحبة، فلما اقترب منها خرج لاستقباله البساسيري على رأس جيشه فالتقى بهم على بعد مرحلتين من المدينة وأظهر أسمى آيات الشكر والترحيب بمبعوث الخليفة الفاطمي، وقام المؤيد من جانبه بتوزيع الخلع الفاطمية على البساسيري وأصحابه ومنحهم الأموال وأخذ البيعة منهم بالطاعة للخليفة المستنصر بالله الفاطمي [4] ثم قام المؤيد وتقدم إلى أبي الحارث البساسيري وخلع عليه الخلعة الخاصة التي أرسلها الخليفة الفاطمي إليه وقرأ عهده ([5])،
ولم يكتف المؤيد هبة الله الشيرازي بما حققته الدعوة الفاطمية من انتصارات كبيرة في بلاد العراق تجلت في انضمام كل من البساسيري ونصر الدولة بن مروان، وعدد كبير من القادة والجند والديلم والأتراك، بل أخذ في العمل على جذب أمراء العراق إلى دعوته، فكتب إلى دبيس بن مزيد- أمير الحلة - يطلب منه اللقاء في الرحبة، فلما التقى به هناك، استطاع أن يستميله للدعوة الفاطمية، وطلب منه الانضمام إلى البساسيري في مسيره إلى العراق، وذلك بعد أن قلده رئاسة غرب العراق وجعل له حكم ما يفتحه من البلاد بعهد من الخليفة المستنصر بالله الفاطمي ولقبه «الأمير سلطان ملوك العرب، سيف الخلافة، صفي أمير المؤمنين» [6]. كان لنجاح المؤيد في الدين في ضم أمراء الأطراف إلى جانب القائد التركي أبي الحارث البساسيري أثر كبير في انتصاره على قوات السلاجقة ومن انضم إليهم من أصحاب قريش بن بدران - صاحب الموصل - في موقعه سنجار سنة 448هـ [7]، والتي كان من [1] الروستان: موضع يلي حمص على جسر نهر العاصي. [2] سيرة المؤيد في الدين، ص 107، 108. [3] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق، ص 70. [4] ديوان المؤيد في الدين، ص 42، 43. [5] سيرة المؤيد في الدين، ص 121 - 124. [6] الإشارة إلى من نال الوزارة، ص 44. [7] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق، ص 72.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 57