responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 563
وعقد معه تحالفاً ضد السلاجقة [1]. ودخل مودود الموصل وسط ترحيب السكان في شهر صفر عام 502هـ/ شهر أيلول عام 1108م [2].

5 - شرف الدولة مودود بن التونتكين501 هـ - 507هـ/1108م -1113م: يحتل مودود مكانة خاصة في تاريخ الجهاد ضد الصليبيين، وقد أسهمت في تكوين هذه المكانة عوامل عدة أهمها - لا ريب - الفترة المبكرة التي ظهر فيها، والطابع الإسلامي العميق لشخصيته المتفانية في سبيل أهداف المسلمين الكبرى، وسياسته الداخلية العادلة السمحة وقدرته - بناء على ذلك كله - على تزعُّم حركة الجهاد وإيجاد نوع من التنسيق، ربما لأول مرّة، بين كل القوى الإسلامية في ساحات الجهاد، الأمر الذي لن نجده متبلوراً وناضجاً إلاَّ في عهد الأراتقة وزنكي فيما بعد .. وأخيراً نجاحه في وضع الصليبيين في موضع الدفاع، وتحقيقه عدداً من الانتصارات، جاء أحدها عند مرتفعات طبرية في قلب فلسطين، بعيداً عن الساحة التي درج عليها الصراع بين ولاة الموصل السابقين وأعدائهم ... ثم جاء مقتله السريع، إثر ذلك، في جامع دمشق على أيدي الشيعة الباطنية الأعداء الشرسين لحركة الجهاد والمقاومة، والحزن العميق الذي شمل جماهير المسلمين بعيد اغتياله والكلمات المخلصة التي فاه بها قبيل استشهاده ... جاء ذلك كله لكي يؤكد مكانة مودود الإسلامية كبطل من أبطال الحروب الصليبية ورائد من رواد الجهاد الأولين [3].

أ- حملة مودود الأولى ضد الرها: في عام 503هـ - 1109م بعد أشهر قليلة من استتباب الأمر له في الموصل وبعد أن تلقَّى أمراً من السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه بالتحرك لقتال الصليبيين, فبدأ مودود بتشكيل تحالف إسلامي ضم الأمير إيلغازي الأرتقي أمير ماردين بعساكره من التركمان، وسقمان القطبي أمير أرمينية المعروف باسم شاه الأرمن, وعددًا كبيرًا من المتطوعين [4]. وكانت هذه أول مرة يجتمع فيها هذا العدد من الأمراء المسلمين لقتال الصليبيين، ولهذا تُعدُّ هذه الحملة فاتحة عهد جديد من النضال ضد الصليبيين، ونقطة تحول مهمة من التفرق والتخاذل إلى التجمع والهجوم [5]. وما إن علم الصليبيون في الرها بحشود المسلمين حتى أنفذ بلدوين دي بورج رسولاً إلى بيت المقدس يلتمس النجدة العاجلة من الملك بلدوين، متجاهلاً الاستعانة بـ «تانكرد» صاحب أنطاكية، إذ

[1] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 68.
[2] الباهر لابن الأثير، ص 17.
[3] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 112.
[4] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 113، تاريخ الزنكيين في الموصل، ص 69.
[5] نور الدين محمود، حسين مؤنس، ص 123.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 563
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست