نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 553
الشديدة على قبول العرض، على حين أنهما إذا تردّدا في القبول ربما لجأ جكرمش إلى زيادة الفدية. غير أنه في تلك الأثناء تم اتفاقهما مع جكرمش على قبول عرضه النقدي، وبذا بقي بلدوين في الأسر [1].
د- نتائج معركة البليخ أو حرّان: كانت لمعركة البليخ نتائج بالغة الأهمية على الصعيدين الإسلامي والصليبيين، لعل أهمها:
- أوقفت تقدم الصليبيين وتوسعهم باتجاه الشرق على حساب المسلمين، وقضت على آمالهم في التقدم نحو العراق وإتمام سيطرتهم على إقليم الجزيرة.
- تلاشت أحلام بوهمند في السيطرة على حلب، وتحويل إمارة إنطاكية إلى دولة كبيرة، وقضت على آمال الصليبيين بقطع الاتصال بين القوى الإسلامية في الشام والجزيرة وآسيا الصغرى عن طريق الاستيلاء على حلب.
- قرَّرت مصير إقليم الرها. ذلك أن هذه الإمارة تعرضت لكثير من المتاعب الداخلية التي أضعفتها وبخاصة من جانب الأرمن الذين سرعان ما أبدوا تذمراً من الحكم اللاتيني بفعل تعسف هؤلاء مع الكنيسة الأرمينية، واضطهاد رجالها مما دفع الأرمن إلى الاتصال بالأتراك وأضحى احتمال سقوطها في أيدي المسلمين وشيكاً [2].
- أتاحت للمسلمين فرصة استعادة الأملاك التي خسروها في السابق، وضُمَّت إلى إمارة أنطاكية.
- أضحى تانكْرِد، بعد أسر بلدوين، وصياً على إمارة الرها، كما أصبح بوهمند أقوى الأمراء الصليبيين في الشمال.
- أدَّت ظروف الانتصار إلى زيادة التقارب بين القوى الإسلامية والبيزنطيين ضد عدوهم المشترك. وأوضح ابن القلانسي خطورة النتائج بقوله: وكان نصراً حسناً للمسلمين، لم يتهيأ مثله، وبه ضعفت نفوس الإفرنج، وقلَّت عدتهم، وفلتَّ شوكتهم، وقويت نفوس المسلمين، وأرهفت عزائمهم في نصرة الدين، ومجاهدة الملحدين، وتباشر الناس بالنصر عليهم، وأيقنوا بالنكاية فيهم والإدالة منهم.
- حطمت أسطورة أن الصليبيين لا يقهرون [3].
- استغل الإمبراطور البيزنطي الكسيوس فرصة ضعف مركز بوهمند إثر تعرضه [1] المقاومة الإسلامية للغزو الصليبي، ص 99. [2] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام، ص 65. [3] المصدر نفسه، ص 95.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 553