responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 544
ومساجدهم غدت أديرة، وجدران صلبان، وحينما يبلغ الحزن مبلغ هز الأعماق تخرج الصرخات والاستنجاد والتذكر بحقوق الله في الجهاد والذب عن الحياض. ونكاد نلمح مثل هذه المشاعر الفردية الحزينة حينما يأخذ الشعراء في تزيين فتح القدس للقادة الفاتحين بمختلف ضروب الإقناع، فقد كان هذا الأمل يداعب نفوس المسلمين، جميع المسلمين، منذ أن فتحوا عيونهم على قبلتهم الأولى فوجدوها في أيدي أعداء الله.
تصوير الحروب: وتكاد قصيدة الأبيوردي تنفرد بتصوير ما وقع بين المسلمين وبين أعدائهم المهاجمين من حروب، قبل استيلاء الصليبيين على مقدساتهم، وهذه مأثرة إيجابية تحسب لها، فالقدس لم يستول عليها الأعداء دون قتال، وإلا لكان هذا دليلاً على الضعف والخور، فهذه الحروب تسعرها السيوف القاطعة، وحينما كان الهجوم صمد لهم أبناء الشام الأبطال حتى يظل الواحد منهم على صهوة جواده ليل نهار حتى تختلف رجلاه على عنق فرسه فتتخطفهم سباع الأرض أو نسور الجو، كما قال أحد خطباء العصر الأموي، كما أن النساء اللواتي اقتحمت عليهن خدورهن دافعن بعد أن استحر القتال بين رجالهن
وبين الأعداء:
بحيث السيوف محمرة الظبا ... وسمر العوالي داميات اللهاذم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة ... تظل لها الولدان شيب القوادم

إنها صدمات تصير لها الولدان شيباً، كما ورد في القرآن الكريم عن أهوال يوم القيامة؛ إنها حروب يستل فيها المشركون سيوفاً قاطعة لكن المدافعين عن حرمات الإسلام يردون هذه السيوف المعتدية إلى نحور أصحابها ورؤوسهم، أجل إن المقاومة الإسلامية قد هبت في وجوه المعتدين منذ أن وطئت أقدامهم النجسة أراضي المسلمين في سواحل بلاد الشام الشمالية، وظلت راية الجهاد مرفوعة لرد المعتدين، حتى خرج آخر صليبي معتدٍ من هذه الديار الإسلامية، بعد قرنين من الصراع المستمر [1].
الدعوات إلى الجهاد: إن أحزان الشعراء والأفراد وشعورهم بالضياع أمام ما رأت أعينهم من مصير الدين الذي صار -بهذا الغزو الصليبي- واهي الدعائم، ومن فظائع شتتت شمل أهلهم المسلمين وسبت نساءهم وأذلت رجالهم، بعد القتال الشديد، وحولت مساجدهم إلى كنائس إن هذا الحزن الجارف لم يقعد بهؤلاء الشعراء عند مرحلة البكاء وذرف الدموع وتصوير ما حاق بالناس من مصائب، إنه حملهم على أن يسلكوا السبيل

[1] نصوص في أدب عصر الحروب الصليبية، ص 35.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست