responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 505
لكفى .. وقبل احتلال الصليبيين للقدس، قتل الباطنية عام 485هـ الوزير نظام الملك, وفي التاريخ عظة وعبرة: أنه ما ضعف المسلمون إلا في عهود دول البدع والزنادقة، وكل هوان وذل حلّ بديار المسلمين إنما هو من آثار البعد عن دين الله عز وجل، وتفشي البدع والواقع خير شاهد [1].

رابعاً: سقوط الخلافة الأموية بالأندلس:
ففي سنة 422هـ سقطت الخلافة الأموية في الأندلس ودخلت البلاد في فترة جديدة عرفت بعصر ملوك الطوائف, امتدت من 422هـ إلى 484هـ وتسمية هذا العصر كفيلة للدلالة على ما وصلت إليه الدولة من تخاذل وتفرق واضطراب وتناحر، حتى أنه حكم في النصف الأول من القرن الخامس الهجري نحو عشرين أسرة مستقلة في عشرين مدينة أو مقاطعة, ويسمى هؤلاء بملوك الطوائف ومن أشهرهم بنو عباد بإشبيلية وبنو حمود الأدارسة بمالقة والجزيرة، وبنو زيري بغرناطة وبنو هود بسرقسطة، وكان أقواهم بني ذي النون الذين ملكوا طليطلة وحكموا بلنسية ومرسية والمرية [2]، وكان هؤلاء الملوك يدفعون الأتاوات لملك إسبانيا المسيحي الذي استطاع أن ينتزع من أيديهم كثيراً من المدن والمقاطعات, لذلك استنجد ملوك الطوائف بيوسف بن تاشفين أمير المرابطين بمراكش، ولم تحل سنة 495هـ حتى استطاع يوسف بن تاشفين أن يضم الأندلس لدولة المرابطين. وقد فصلت ذلك في كتابي عن دولة المرابطين. وحينما قامت الدعوة للحروب الصليبية في مؤتمر كليرمونت سنة 1095م كانت الحرب على أشدها بين المسيحيين والمسلمين في شبه جزيرة أيبيريا ([3]
وأصبح ميزان القوى متأرجحاً بين الفريقين دون أن يتمكن أحدهما من إحراز نصر حاسم على الآخر، ولهذه الأسباب لم تكن إسبانيا في حالة تسمح لها بالاشتراك الفعلي في حروب خارج أراضيها سواء من جانب المسلمين أو المسيحيين، فقد كانت إسبانيا مسرحاً لحرب صليبية غربية أو بمعنى آخر حركة استرداد قام بها المسيحيون الغربيون ضد مسلمي إسبانيا، وحينما استولى الصليبيون على بيت المقدس، أعلن البابا «باسكال الثاني» الحرب الصليبية في إسبانيا ضد المسلمين، لذلك بدأ الإسبان المسيحيون يشهرون الحرب الصليبية في إسبانيا ذاتها, وحاصروا سرقسطة لمدة قصيرة سنة 494هـ ولكن الفرصة لم تكن سانحة لتحقيق هذا المشروع لأن المرابطين استعادوا بلنسية بعد ذلك بقليل، ومن ثم اضطر النصارى إلى فك

[1] واقدساه، ص 263.
[2] الحروب الصليبية. المقدمات السياسية، ص 282.
[3] المصدر نفسه، ص 283.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست