responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 493
ناحية أخرى، ولكن لما استبد اليأس من فك هذا الحصار وضاقت الأقوات وقلت بطرابلس، اضطر القاضي فخر الملك بن عمار إلى ترك طرابلس والخروج إلى بغداد في رمضان سنة 501هـ/مارس 1108م، لطلب النجدة من زعيمي العالم الإسلامي في المشرق آنذاك وهما الخليفة العباسي المستظهر بالله والسلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه السلجوقي 499هـ - 09هـ/1105 - 1115م. وقبل أن يترك فخر الملك طرابلس استناب بها ابن عمه أبا المناقب فعصى فيها، فقبض عليه أصحاب فخر الملك وتولوا الأمور بطرابلس [1]، ومكث القاضي فخر الملك ببغداد أربعة شهور أكرمه فيها كل من الخليفة والسلطان أحسن إكرام. ويصف ابن الأثير الحفاوة التي قوبل بها قائلاً: وسير الخليفة خواصه وجماعة أرباب المناصب فلقوه, وأنزله الخليفة وأجرى عليه الجراية العظيمة، وكذلك فعل السلطان وفعل معه مالم يفعل مع الملوك الذين معهم أمثاله. وهذا جميعه ثمرة الجهاد في الدنيا ولأجر الآخرة أكبر [2]. ومع ذلك فإن فخر الملك لم يظفر بطائل من الخليفة والسلطان.
وعاد إلى دمشق في محرم 502هـ/1109م, وهنالك علم بأن طرابلس أصبحت تابعة للفاطميين إذ أن أهلها قد ضاق بهم الحصار الصليبي المضروب عليهم، فراسلوا الوزير الأفضل الفاطمي يطلبون منه أن يبعث إليهم والياً من قبله يتولى إدارة المدينة ويرسل لهم الغلة والميرة, فاستجاب لهم الأفضل وأرسل إليهم من قبله شرف الدولة بن أبي الطيب والياً على طرابلس [3]، وهكذا عاد القاضي فخر الملك بن عمار من بغداد ليجد نفسه بلا وطن وبلا أهل، إذ أن الوالي الفاطمي قبض على أهل بيته وأصحابه وذخائره وآلاته وأثاثه، وحمل الجميع إلى مصر في البحر [4]. ولذلك أقام فخر الملك بن عمار في دمشق عند أتابك طغتكين، الذي أقطعة الزبداني وأعمالها [5]، ثم ما لبثت طرابلس أن سقطت بأيدي الصليبيين في ذي الحجة 502هـ/1109م, واستمر الحال بفخر الملك على هذا الوضع حتى خرج في سنة 516هـ/1122م إلى مصر حيث يقيم أهله. وهناك قرر له الخليفة الفاطمي الآمر 496 - 524هـ/1102 - 1129م داراً أعدت له وقرر له راتباً في كل شهر [6]، ويمكن أجمال أسباب سقوط طرابلس في النقاط الآتية:

[1] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي، ص 160.
[2] الكامل في التاريخ (8/ 517، 518).
[3] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي، ص 161.
[4] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى، ص 90.
[5] المصدر نفسه نقلاً عن ذيل تاريخ دمشق، ص 165.
[6] طرابلس الشام في التاريخ الإسلامي، ص 122 - 130.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست