نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 44
جـ- اتساع رقعة الدولة: بعد أن شعر طغرل بك أول سلاطين السلاجقة بالاطمئنان على دولته إثر اعتراف الخليفة العباسي القائم بأمر الله بها، وتوجه أمراء السلاجقة كل إلى المنطقة المخصصة له، شرع بتنفيذ ما تبقى من خطته الرامية إلى إتمام سيطرة السلاجقة على بلاد فارس، ومن ثم التوجه منها للسيطرة على العراق، ففي عام 433هـ تحرك طغرل بك على رأس جيش كبير من أجل تحقيق ذلك الهدف، وكان الديالمة يسيطرون آنذاك على معظم أجزاء بلاد فارس والعراق ولكنهم مع ذلك كانوا في نزاع مستمر مما أضعفهم وسهل على السلطان السلجوقي طغرل بك التغلب عليهم وإنهاء حكمهم، فقد كان النصر حليفه في جميع حروبه معهم والتي انتهت بسيطرته على بلاد فارس والعراق حيث دخل حاضرة الخلافة العباسية بغداد [1]،فقد بدأ طغرل بك بالهجوم أولاً على جرجان وطبرستان من أجل القضاء على حكم أنوشروان الزياري الديلمي الذي كان يسيطر على هذين الإقليمين, وإدراكاً من هذا الأخير لقوة السلاجقة وأنه لا طاقة له بقتال طغرل بك، قرر أن يخضع له وأعلن تعهده بطاعته وأداء إتاوة سنوية له، وبذلك ضم طغرل بك هذين الإقليمين إلى دولة السلاجقة، ثم لم يلبث أن أزال حكم الزياريين الديالمة منها، وعين عليها والياً من قبله فكان هذا إيذاناً بسقوط الدولة الزيارية وانتهاء نفوذها في بلاد فارس [2]، وبعد ذلك توجه طغرل بك، إلى خوارزم لفتحها وكان ذلك عام 434هـ [3] وما إن تم له ذلك حتى سيطر على ما يجاورها من المناطق، فأصبح السلاجقة أكبر قوة في بلاد فارس وما وراء النهر، وكان هذا سبباً في مسارعة حكام الأقاليم إلى إعلان طاعتهم وولائهم لهم وموافقتهم على دفع إتاوة سنوية, كل هذا أتاح الفرصة لطغرل بك للتوجه إلى وسط بلاد فارس وغزو مدينة الري [4]،فسار على رأس جيش كبير نحوها في العام نفسه فدخلها فاتحاً عاصمة له ومقراً لحكومته [5]، وكان لهذه الانتصارات التي حققها السلاجقة بزعامة السلطان طغرل بك في بلاد فارس وفي ما وراء النهر انعكاساتها على الخليفة العباسي القائم بأمر الله في بغداد، فما كان منه ألا أن بعث رسولاً من قبله إلى مدينة الري يحمل رسالة منه للسلطان السلجوقي يدعوه فيها لزيارة بغداد (6)
لقد أبلغ مبعوث الخليفة السلطان السلجوقي بأن الخليفة قد سُرَّ برسالة السلاجقة إليه كثيراً، وردَّ عليها برد حسن تضمن موافقته على قيام دولة السلاجقة، وأن الخليفة يسره أن يستقبل سلطان السلاجقة في بغداد عاصمة الخلافة كضيف عزيز كريم [7]، واستقبل السلطان طغرل بك مبعوث الخليفة العباسي أحسن استقبال ورحب بدعوته إياه لزيارة بغداد، [1] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 134. [2] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الدولة السلجوقية، ص 134. [3] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الدولة السلجوقية، ص 134. [4] المنتظم لابن الجوزي (8/ 10). [5] الدولة السلجوقية مُنذ قيامها، ص 135.
(6) إيران والعراق، ص 43، الدولة السلجوقية ص135. [7] دولة آل سلجوق، ص 11 - 67.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 44