responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 43
وقد جاء في هذه الرسالة ما نصه: «نحن معشر آل سلجوق أحطنا دائماً الحضرة النبوية المقدسة وأحببناها من صميم قلوبنا، ولقد اجتهدنا دائماً في غزو الكفار وإعلان الجهاد، ودوامنا على زيارة الكعبة المقدسة وكان لنا عَمٌ مقدم محترم بيننا اسمه إسرائيل بن سلجوق فقبض عليه يمين الدولة محمود بن سبكتكين بغير جرم أو جناية وأرسله إلى قلعة كالنجرد ببلاد الهند فقضى في أسره سبع سنوات حتى مات، واحتجز كذلك في القلاع الأخرى الكثير من أهلنا وأقاربنا، فلما مات محمود وجلس في مكانه ابنه مسعود لم يقم على مصالح الرعية، واشتغل باللهو والطرب، فلا جرم إذ طلب منا أعيان خراسان ومشاهيرها أن نقوم على حمايتهم، ولكن مسعود وجه إلينا جيشه فوقعت بيننا وبينه معارك تناوبناها بين كر وفر، وهزيمة وظفر، حتى ابتسم لنا الحظ الحسن، فانحاز إلينا آخر مدد لمسعود ومعه جيش جرار، وظفرنا بالغلبة بمعونة الله عز وجل، بفضل إقبالنا على الحضرة المقدسة المطهرة، وانكسر مسعود وأصبح ذليلاً وانكفأ علمه، وولى الأدبار تاركاً لنا الدولة والإقبال، وشكراً لله على ما أفاء علينا من فتح ونصر، فنشرنا عدلنا وإنصافنا على العباد وابتعدنا عن طريق الظلم والجور والفساد, ونحُن نرجو أن نكون في هذا قد نهجنا وفقاً لتعاليم الدين ولأمر أمير المؤمنين [1].
وما إن وصلت هذه الرسالة إلى الخليفة العباسي القائم بأمر الله حتى سُرَّ بها غاية السرور، وأظهر رغبته في التقرب إليهم وبادر بإيفاد رسول إلى السلطان طغرل بك الذي كان في مدينة الري سنة 435هـ وكان ذلك الرسول هو أبو الحسن علي بن محمد الماوردي, وقد تضمنت الرسالة رغبة الخليفة العباسي في عقد صلح بينه وبين الأمير البويهي أبي كاليجار [2]، وتقبيح ما فعل أصحابه من فساد، كما أمر الخليفة رسوله أن يتقرب إلى طغرل بك ويدعوه للحضور إلى دار الخلافة في بغداد [3]، فضلاً عن الرسالة فقد كان الماوردي يحمل معه إلى طغرل بك الخلع السلطانية التي منحها إياه الخليفة، مع كتاب تفويض بحكم البلاد [4]، وعاد الماوردي إلى بغداد سنة 436هـ بعد أن مكث مدة عام في جرجان [5]، فأخبر الخليفة بطاعة طغرل بك له وتعظيمه لأوامره والتزامه بها [6]، كما أرسل طغرل بك إلى الخليفة مع الماوردي عشرين ألف دينار [7]. لقد كان لاعتراف الخليفة العباسي بقيام دولة السلاجقة أثر كبير في تقرب السلاجقة من الخلافة العباسية، فأخذت العلاقات بين طغرل بك والخليفة العباسي القائم بأمر الله تتوطد على مر الأيام، كما كان لهذا الاعتراف أثر في اكتمال الكيان الشرعي لدولة السلاجقة أمام المسلمين الخاضعين لسلطتهم في المشرق [8].

[1] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 131.
[2] المصدر نفسه، ص 132.
[3] راحة الصدور، ص 168، دولة آل سلجوق، ص 8.
[4] المنتظم لابن الجوزي, نقلاً عن قيام الدولة السلجوقية، ص 134.
[5] المنتظم لابن الجوزي نقلاً عن قيام الدولة السلجوقية، ص 134.
[6] وفيات الأعيان (2/ 400).
[7] المنتظم, نقلاً عن قيام الدولة السلجوقية، ص 132.
[8] الدولة السلجوقية منذ قيامها، ص 133.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست