نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 356
- الكافية في الجدل. ... - العمد.
- غياث الأمم في التياث الظلم [1]. ومن أراد التوسع فليراجع مقدمة كتاب العقيدة النظامية. فقد أفاض محقق الكتاب الدكتور محمد الزبيدي في سيرة الجويني وآثاره، وكذلك كتاب فقه إمام الحرمين للدكتور عبد العظيم الديب، وكتاب الإمام الجويني إمام الحرمين للدكتور محمد الزحيلي.
8 - وفاته: أصيب الجويني قبل وفاته بمرض اليرقان عدة أيام، انقطع خلالها عن المجالس وحلقات التدريس بالنظامية ثم تعافى من المرض ورجع إلى التدريس والمناظرة، وأضفى ذلك سروراً بالغاً على تلامذته ومحبيه، لكن المرض عاوده من جديد واشتد عليه، فزاد ضعفه، ولم يقو على مزاولة أعماله, ثم نقل إلى بلدة بشتقان إحدى قرى نيسابور، وكانت معروفة باعتدال هوائها. إلا أن المرض تمكّن منه وبدت عليه أحوال ألموت، ثم توفي في هذه البلدة وقت صلاة العشاء في الخامس والعشرين شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة للهجرة، وكان عمره تسعاً وخمسين سنة [2]، ثم نقل جثمان الجويني في تلك الليلة إلى نيسابور، وحمل في يوم الأربعاء بين الصلاتين إلى ميدان الحسين في المدينة وصلى عليه ثم أعيد إلى داره ودفن فيها، لكن جثمانه نقل فيما بعد إلى مقبرة الحسين في نيسابور ودفن إلى جانب والده [3]. وكان لوفاة الجويني وقع شديد على أهالي نيسابور والبلاد المجاورة بعامة، وعلى تلامذته ومحبيه بخاصة [4]، فقد كسروا منبره، وغلقت الأسواق، ورثي بقصائد، وكان له نحو من أربعمائة تلميذ، كسروا محابرهم وأقلامهم، وأقاموا حولاً، ووضعت المناديل عن الرءوس عاماً، بحيث ما اجترأ أحد على ستر رأسه, وكان الطلبة يطوفون في البلد نائحين عليه، مبالغين في الصياح والجزع [5]. وقد علق الذهبي على ذلك فقال: هذا كان من زيّ الأعاجم لا من فعل العلماء المتبعين [6] , ومما رثي به:
قلوب العالمين على المقالي ... وأيام الورى شبه الليالي
أيثمر غصن أهل العلم يوما ... وقد مات الإمام أبو المعالي (7)