نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 215
لسلاطين السلاجقة سيرة وتدبيراً, ولي الوزارة سنة 533هـ، للسلطان مسعود، فأخذ يعمل على إصلاح أوضاع الدولة، وإقرار العدل، وإزالة الظلم [1]، ونجح في ذلك, يقول البنداري عنه: وأحيا معالم للملك قد دثرت، ونظم عقوداً للمصالح انتثرت، وابتدأ بكسر الجبارين، وجبر المنكسرين [2] كان مما ساعد هذا الوزير على القيام بكثير من الإصلاحات أثناء وزارته شجاعته وجرأته في تنفيذ الأحكام، فضلاً عن عدله [3]. ويذكر ابن الجوزي أن الوزير كمال الدين الخازن لما ألغى الضرائب والمكوس التي كانت تثقل كاهل الرعية، دخل عليه رجلان يعرضان عليه أن يدفعا له مائة ألف دينار مقابل أن يفوضهما في استخلاص الضرائب والمكوس الملغاة، فرفع أمرهما إلى السلطان، وشهر بهما في البلد مسودي الوجوه، ثم أودعهما السجن [4]، ونجح الوزير كمال الدين في ضبط وإصلاح الحالة المالية للدولة السلجوقية، فانتظم دخل الدولة، وصارت الأموال تحمل إلى خزانة السلطان بانتظام من أماكن معينة [5]. واستطاع بذكائه كشف المساوئ المالية التي كانت تتم دون علم السلطان [6] ومنع الأمراء من التدخل في إدارة الدولة، وقرر للجيش ما يحتاج إليه من نفقات ([7])،
أثار إخلاص هذا الوزير حفيظة الأمراء وكبار الموظفين الذين حد من نفوذهم، فأخذوا يتآمرون للتخلص منه قبل أن يستفحل نفوذه فاتصلوا بالأتابك قرا سنقر حاكم أذربيجان، وأقنعوه بأن الوزير أثار السلطان مسعود عليه، فأنفذ قراسنقر إلى السلطان مسعود يطلب منه التخلص من وزيره، ويهدده بالخروج عن طاعته إذا لم يتم ذلك، فأشار الموظفون الحاقدون على الوزير على السلطان بقتله تلافياً للفتنة، فاستمع لمشورتهم [8].
* * * [1] المنتظم (10/ 78) , دولة آل سلجوق، ص 170. [2] نظام الوزارة، ص 159. [3] الكامل في التاريخ, نقلاً عن نظام الوزارة، ص 159. [4] المنتظم (11/ 79). [5] دولة آل سلجوق، ص 170, نظام الوزارة، ص 159. [6] الكامل في التاريخ, نقلاً عن نظام الوزارة، ص 159. [7] الكامل في التاريخ, نقلاً عن نظام الوزارة، ص 159. [8] راحة الصدور، ص 333، نظام الوزارة، ص 159.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 215