نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 185
مدائح [1] وقد جرت العادة أن الوزير الجديد إذا وصل إلى الديوان، وجلس في دست الوزارة أن يبادر إلى كتابة رسالة للخليفة تتضمن الدعاء والثناء له إشعاراً بتسلمه مهام منصبه [2]. وكان الخليفة العباسي إذا أراد أن يزيد من تكريم من يختاره للوزارة أو لنيابة الوزارة، أصدر توقيعاً موجزاً، يثني فيه على الشخص المرشح ويشيد فيه بصفاته الحميدة ليرفع من شأنه أمام الناس، وكانت إجراءات تعيين نائب الوزير لا تختلف كثيراً عما كان يتبع عند تعيين الوزير غير أن الخليفة كان ينيب عنه من يتولى تقليد نائب الوزير وتسليمه العهد ومنحه الخلع [3].
ثانياً: مراسيم تقليد الوزير السلجوقي:
يقوم السلطان السلجوقي بتحديد الشخص المراد توليه منصب الوزارة معتمداً على بعض الضوابط في اختياره لوزيره منها: مدى ممارسة الشخص للمهمات الإدارية كأن يكون كاتباً للإنشاء أو صاحب ديوان، وفي بعض الأحيان يعتمد على استشارة بعض المقربين إليه [4]، ولذا تدرج بعض الأشخاص في المناصب الإدارية حتى وصلوا إلى منصب الوزارة، فالوزير نظام الملك أبو علي الحسن الطوسي كان كاتباً للأمير تاجر صاحب بلخ [5]، وكان يكتب لأبي علي بن شاذان، إلا أن أبا علي كان يصادر نظام الملك أبا علي الحسن الطوسي لذلك هرب نظام الملك، واتجه للعمل في دواوين السلطان داود بن ميكائيل، فأثبت للسلطان قدراته الإدارية ونجح في أداء مهامه الإدارية بحيث أصبحت بيده جميع الأمور, بعدها يقوم السلطان بإرسال حاجبه لاستدعاء الشخص المراد توليه منصب الوزارة ومثوله أمام حضرة السلطان، وبعد مثول الشخص أمام حضرة السلطان، تجري محادثات ومشاورات واتفاقيات بين السلطان والشخص المراد له نيل الوزارة لتحديد المهمات الإدارية والسياسة والمالية، وتحديد الحقوق والواجبات لكلا الطرفين [6]، ومن المتعارف عليه أن الشخص المراد توليه منصب الوزارة، عندما يستدعى إلى حضرة السلطان ليقرأ عليه عهد السلطان بتولية منصب الوزارة, يأتي الوزير محملاً بالهدايا الثمينة بما فيها الخيول والخيم والسيوف والذهب، فلما جاء فخر الملك أبو علي عمار بن محمد بن نظام الملك سنة 512هـ من خراسان لنيل منصب الوزارة جاء محملاً بالهدايا الثمينة بما فيها الذهب والخيول، والسيوف والخيم والطبول، فقدمها هدية للسلطان بمناسبة تولية الوزارة [7]. [1] وفيات الأعيان (6/ 233) , ذيل طبقات الحنابلة (1/ 253). [2] مضمار الحقائق للأيوبي، ص 205، نظام الوزارة، ص 128. [3] رسوم السلاجقة ونظمهم الاجتماعية، ص 81. [4] المنتظم (9/ 64، 65) , الوزارة العباسية، ص 56. [5] المنتظم (9/ 64)، النجوم الزاهرة (5/ 137). [6] الوزارة العباسية، ص 56. [7] المصدر نفسه، ص 57.
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 185