responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 149
بليغاً شاعراً مُطبَّقا, ومن لطيف شعره قوله:
أذاب حَرُّ الجوى في القلب ما حمدا ... يوماً مددت على رسم الوداع يدا
فكيف أسْلُكُ نهج الاصطبار وقد ... أرى طرائق في مهوى الهوى قِددا
قد أخلف الوعد بدر قد شغفت به ... من بعد ما قد وَفى دهراً بما وعدا
إن كنت أنقض عهدَ الحب في خلدي ... من بعد هذا فلا عاينته أبدا (1)

وفوض المستظهر أمور الخلافة إلى وزيره أبي منصور عميد الدولة ابن جهير فدبّرها له أحسن تدبير، ومَهَّد الأمور أتم تمهيد، وساس الرّعايا، وكان من خيار الوزراء, وفي ثالث عشر من شعبان سنة 487هـ عزل الخليفة أبا بكر الشاشيّ عن القضاء وفوّضه إلى أبي الحسن بن الدامغانيّ، وفي السنة نفسها وقعت فتنة بين السنة والروافض فأحرقت محال كثيرة وقتل ناس كثيرون، فإنا لله وإنا إليه راجعون [2].
1 - قيام المستظهر للتراويح واهتمامه بالقرآن الكريم: حكى أبو طالب بن عبد السميع عن أبيه أن المستظهر بالله طلب من يُصلي به، ويُلقن أولاده، وأن يكون ضريراً، فوقع اختياره على القاضي أبي الحسن المبارك بن محمد بن الدَّواس مقرئ واسط قبل القلانسي، فكان مكرماً له، حتى إنه من كثرة إعجابه به كان أول رمضان قد شرع في التراويح، فقرأ في الرَّكعتين الأوليين آية آية، فلما سلم، قال له المستظهر: زدنا من التلاوة، فتلا آيتين آيتين، فقال له: زدنا, فلم يزل حتى كان يقوم كل ليلة بجزء، وإنه ليلة عطش، فناوله الخليفة الكُوز، فقال خادم: ادع لأمير المؤمنين، فإنه شرّفَكَ بمناولته إيَّاك [3]. وقال السَّلفي: قال لي أبو الخطاب بن الجرَّاح: صليت بالمستظهر في رمضان، فقرأت «إن ابنَكَ سُرَّق» [4] (يوسف: 81)، رواية رويناها عن الكسائي، فلما سلمت قال: هذه قراءة حسنة فيه تنزيه أولاد الأنبياء عن الكذب [5]. قال الذهبي: قلت: كيف بقولهم «فأكله الذَّئب» «وجاءوا على قميصه بدم كذب [6]» وهذه لفتة جميلة من الذهبي تدل على سعة علمه وقدرته العقلية الكبيرة على النقد واستقامة موازينه العلمية.
2 - من أقوال المستظهر: قال أبو طالب بن عبد السميع: كان من ألفاظ المستظهر:
- خير ذخائر المرء لدنياه ذكر جميل، ولآخرته ثواب جزيل.

(1) البداية والنهاية (16/ 142).
[2] سير أعلام النبلاء (19/ 397).
[3] سير أعلام النبلاء، (19/ 397).
[4] سير أعلام النبلاء، (19/ 397).
[5] سير أعلام النبلاء، (19/ 397).
[6] سير أعلام النبلاء، (19/ 397).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست