نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 130
«الباطنية»، فانبث الخبر في الجيش وصاحت الأصوات، وجاء السلطان ملكشاه حين بلغه الخبر، مظهراً الحزن، والنحيب والبكاء, وجلس عند نظام الملك ساعة، وهو يجود بنفسه حتى مات، فعاش سعيداً فقيداً حميداً [1]، وكان قاتله قد تعثر بأطناب الخيمة، فلحقه مماليك نظام الملك وقتلوه, وقال بعض خدامه: كان آخر كلام نظام الملك أن قال: لا تقتلوا قاتلي، فإني قد عفوت عنه وتشهّد ومات [2] ولما بلغ أهل بغداد موت نظام الملك حزنوا عليه وجلس الوزير والرؤساء للعزاء ثلاثة أيام, ورثاه الشعراء بقصائد منهم مقاتل بن عطية حيث قال:
كان الوزير نظام الملك لؤلؤة ... يتيمة صاغها الرحمن من شرف
عزَّت فلم تعرف الأيام قيمتها ... فردّها غيرة منه إلى الصدف
قال عنه ابن عقيل: بهر العقول سيرة النظام جوداً وكرماً وعدلاً وإحياء لمعالم الدين، كانت أيامه دولة أهل العلم، ثم ختم له بالقتل وهو مارٌّ إلى الحج في رمضان فمات ملكاً في الدنيا ملكاً في الآخرة, رحمه الله [3]، وقيل إن قتله كان بتدبير السلطان، فلم يُمهل بعده إلا نحو شهر [4].
* * * [1] طبقات الشافعية الكبرى (4/ 322، 323). [2] المصدر نفسه (4/ 323)، سير أعلام النبلاء (19/ 95). [3] سير أعلام النبلاء (19/ 96). [4] سير أعلام النبلاء (19/ 96).
نام کتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 130