نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 250
وشحناء، فعمل أبو يوسف على إزالتها وأصلح بينهما، وتصافت القلوب وتعاهدوا على التقوى والجهاد ورجع محمد الفقيه إلى غرناطة لترتيب أمورها وسار بنو أشقيلولة إلى مالقة، ومضى المجاهد أبو يوسف بجيشه الجرار قاصداً جهاد النصارى، ولم يعقد، ولم يبال أو يكترث بمن سار عنه أو قعد أو أبطأ أو تخلّف، ولم تستطب جفونه مناماً، ولم يلتذ شراباً ولا طعاماً، ولم يزل يجد الرحيل، ويوالي المسير، حتى وصل إلى الوادي الكبير، فعقد هنالك لولده الأمير أبي يعقوب يوسف على مقدِّمته وقدَّمه بين يديه مع الأدلاء في جيش من خمسة آلاف فارس من شجعان بني مرين والعرب، فتقدم والدَهُ بمرحلة، وسار أبو يوسف في أثر ابنه في جميع جيوشه، فانتشرت عساكر المجاهدين في أرض الإسبان، ووصل إلى حصن المقورة مابين قرطبة واشبيلية ودخل حصن (بلمه) عنوة بالسيف، ثم سار إلى أحواز قرطبة ثم إلى إستجه.
ووصلت الأخبار إلى أبي يوسف بتحرك حشود النصارى بقيادة "دونونة" في جيش كبير في ثلاثين ألف فارس، وستين ألف راجل قاصدين هزيمة جيش المسلمين وأخذ ما في أيديهم من الغنائم [1].
أ- مجلس الشورى الحربي:
عقد أمير المسلمين أبو يعقوب مجلس شورى من قادة الأندلس وأشياخ قبائل مرين، وأمراء العرب، ومن في عسكره من الفقهاء والعلماء، ليشاورهم كيف يكون العمل في لقاء العدو المقبل إليهم وسمع أبو يوسف آراء الجميع، وأخذ أجودها، وأمرهم بالاستعداد للقاء العدو، والصبر والثبات عند اللقاء والتطلع [1] انظر: مصرع غرناطة ص45.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 250