نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 202
على وحدة الأمة تحت لواء الدولة العباسية ولذلك سعى بنو غانية الى تأسيس دولة سنية على نهج دولة المرابطين التي كسبت سمعة طيبة عطرة بسبب اخلاصها وصادقها للاسلام الصحيح وهذا يفسر لنا وقوف أهالي المغرب الاوسط وأفريقية لمدة تزيد عن أربعة عقود مع ثورة بني غانية.
لقد كان فشل تلك المحاولة الجادة التي قام بها بنو غانية بسبب الضربات الموحِّدية القوية والمركزة وبسبب ضعف الخلافة العباسية التي لم تستطع أن تمد بني غانية بالعدة والسلاح والرجال في حربهم الطويلة مع دولة الموحدين وبسبب انشغال الأيوبيين بمشاكلهم الداخلية بعد وفاة صلاح الدين وبحروبهم مع والحملات الصليبية الحاقدة.
ثانياً: جهاد الناصر لدين الله في الأندلس:
لقد كانت معركة الأرك من المعارك الخالدة في تاريخينا المجيد ولقد تركت آثاراً عميقة في نفوس النصارى وخصوصاً ألفونس الثامن ملك فشتالة الذي لم يستطع أن ينسى مرارة الهزيمة، فشرع يحصن قلاع بلاده الواقعة على الحدود الاسلامية تحصيناً قوياً عام 1209م ثم نقض القشتاليون الهدنة القائمة بينهم وبين الموحدين، لذا لم يكن الخليفة الناصر لدين الله يخمد ثورات المغرب حتى سمع باستعداد ألفونسو في الاندلس الذي سعى في توثيق عهوده مع ملكي نافار وأراغون، وحصل منهما على وعد بتأييده وامداده بالجند حين الخطر لمحاربة المسلمين واعتزم بعد ذلك مَحْوَ وصمة هزيمة الأرك، بإحراز نصر على الموحدين [1]. [1] انظر: معركة العقاب، شوقي ابوخليل ص23.
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 202