نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 171
الأندلس 580 هـ هدأت الحرب بضعة أعوام لسببين مهمين:
1 - إنشغال الموحدين بثورات قامت في أفريقية، ومرض أبي يوسف المنصور في مراكش، فقد كان يرغب في تولي أمر الجهاد بنفسه.
2 - الخلاف الذي وقع بين ملوك الأسبان في تلك الفترة، فحرص الملك ألفونسو على عدم إثارة المسلمين ضده فيغريهم بالسير إلى غزوه ولكن بعد وفاة المطران (جونزالو) وتعيين "مارتن دي بسيرجا" مطرانا لطليطلة، شرع الأخير في زرع الحقد والبغض وتاجيج صدور النصارى الأسبان ضد المسلمين وعمل على إعداد حملة كبيرة في الأندلس مع التنسيق مع القوة السياسية والعسكرية والنصرانية الحاكمة وبالفعل تم للنصارى ما خططوه وقاد ذلك المطران الحاقد حملة دمرت كل شيء في طريقها بالنار والسيف، وشرعت تلك الحملة الحاقدة في تدمير مدن وقرى المسلمين القريبة منهم، فانتسفت الغلات والكروم، وقطعت اشجار الزيتون، وخربت الضياع والقرى، وسيقت الماشية، وسُبي المسلمون العُزل رجالا ونساء، وقتل قسمٌ كبير منهم، وزحفت قوى من فرسان النصارى إلى أقصى جنوب الأندلس، وهم يتابعون العبث والتخريب [1].
وظهر غرور ألفونسو الثامن ملك قشتاله واعتزازه بالنصرانية ولم يقتنع بالغنائم العظيمة التي رجع بها المطران مارتن إلى طليطلة، فكتب إلى سلطان الموحدين خطابا يشابه كتاب الفونسو السادس إلى يوسف بن تاشفين يدعوه إلى القتال. وهذا هو نص الخطاب كما ورد في وفيات الأعيان:
"باسمك اللهم فاطر السموات والأرض، وصلى الله على السيد المسيح [1] انظر: تاريخ الاندلس ليوسف أشياخ (2/ 81).
نام کتاب : دولة الموحدين نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 171