responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 637
وبكت جفون القدس ثانية دماً ... لترنُّم النّاقوس في أفنائه (1)
13 - تحصين القدس وتفقد أحوالها بعد الصلح: قال العماد: عاد السلطان بعد السَّلم إلى القدس لتفقُّد أحواله، وعرض رجاله، واشتغل بتشييد أسواره وتحصينها، وتخليد أثاره وتحسينها، وتعميق خنادقه، وتوثيق طرائقه، وزاد في وقف المدرس سوقا بدكاكينها، وأرضاً ببساتينها وكذلك رتب أحوال الصوفية في رعايتها، والوقف الكافل بكفايتها، وعيَّن الكنيسة التي في شارع قمامة للبيمارستان ونقل إليه العقاقير والأدوية من جميع الأنواع والألوان وأدار سور القدس على قبة صهيون، وأضافها إلى المدينة، وأمر بإدارة الخنادق على الجميع، وصمَّم العزم على الحج، فلم يوافقه القدر وتأسف على فواته بعد أن قَّدم مقَّدماته وأقام شهر رمضان وأفاض الإحسان، وفّوض ولاية القدس وأعمالها إلى عزَّ الدين جُرْديك حين استعفى منها حسام الدين سياروخ، وولىَّ مملوكه علم الدين قيصر مادون القدس، كعمل الخليل وغزَّة والدَّاروم وعسقلان [2].
- اعتراض القاضي الفاضل على صلاح الدين في رغبة الحج: ولما بلغ القاضي الفاضل من قِبل السلطان أنه عازم على الحج كتب إليه مشيراً بتبطيلة إنّ الفرنج لم يخرجوا بعد من الشَّام ولا سَلُوا عن القدس، ولا وُثِقَ بعهدهم في الصلح، فلا يؤمن مع بقاء الفرنج على حالهم وافتراق عسكرنا وسفر سُلطاننا سفراً مقدراً معلوماً مُدَّة الغيبة فيه أن يَسْرُوا ليلة فيصبَّحوا القدس على غفلة، فيدخلوا إليه - والعياذ بالله - ويَفْرُطُ من يد الإسلام ويصيُر الحج كبيرة من الكبائر التي لا تُغفر، ومن العثرات التي لا تُقال ثم قال: وحاج العراق وخراسان أليس هم مئتي ألف أو ثلاث مئة ألف أو أكثر، هل يؤمن أن يقال قد سار السلطان لطلب ثار وسَفْكِ دم وتشويش موسم، فاقُعُدوا، فيكون تاريخ سوءٍ، أعوذ بالله منه، ما هذه الشناعة ممتنعة الوقوع، ولا مستبعدة من العقول السخيفة ... يا مولانا، مظالم الخلق كَشْفُها أهم من كل ما يتُقَربَّ به إلى الله، وما هي بواحدة، في أعمال دمشق من المظالم من الفلاحين ما يُستغرب معه وقوع القَطرْ، ومن تسلط المُقطعين على المنقطعين من لا ينادي وليدُه وفي وادى بَرَدى والزّبَدَاني من الفتنة القائمة والسيف الذي يَقْطُر دماً مالا زاجر عنه، وللمسلمين ثغور تريد التحصين والذخيرة، ومن المهمَّات إقامة وجوه الدَّخل وتقدير الخرَْج بحسبها، فمن المستحيل نفقة من غير حاصل، وفرع من غير أصل، وهذا أمر قد تقدم فيه حديث كثير، وعَرضَت للمولىِ شواغلٌ دونه ومشت الأحوالٌ مشيا على ظلعِْ، فلما خَلَتٍ

(1) كتاب الروضتين (4/ 329).
[2] المصدر نفسه (4/ 332).
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 637
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست