responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 634
وأمداد الفرنج تصل من البحر من كل وقت حتى إن نساء الفرنج ليخرجن بنية القتال ومنهن من تأتي بنية راحة الغرباء، لينكحوها في الغربة، فيجدون راحة وخدمة وقضاء وطر، فإذا وجدوا ذلك ثبتوا على الحرب والغربة، حتى إن كثيراً من فسقة المسلمين تحيزوا إليهم من أجل هذه النسوة، واشتهر الخبر بذلك (1)
وذكر المؤرخ أبو شامة من أنه حدث أثناء حصار الصليبيين لعكا: أن وصل مركب فيه ثلاثمائة امرأة فرنجية مستحسنة اجتمعت من جزر البحر، وانتدبن للجرائر، واغتربن لإسعاف الغرباء، وقصدن بخروجهن تسبيل أنفسهن للأشقياء، وأنهن لا يمتنعن عن الُعزبان، ورأين أنهن لا يتقربن بأفضل من هذا القُربان، وزعمن أن هذه قربة، ما فوقها قربة، ولاسيما فيمن اجتمعت فيه غربة وعزوبة [2] ويقول أيضاً: وخرجت النساء للإسهام في الحملة الصليبية الثالثة فمنهن من خرج وقد لبسن الدروع، وكنّ في زي الرجال للاشتراك في المعارك بأنفسهن، لاعتقادهن أن ذلك عبادة [3]، ومنهن من خرجن لإسعاف الغرباء، وإسعاد الصليبيين بتسبيل أنفسهن للاستمتاع بهن حتى لا يتسرب الملل إلى نفوس المحاربين [4].
8 - فقه المصالح والمفاسد: جاء صلح الرملة بسبب ظروف عسكرية واقتصادية جعلت صلاح الدين يقبل به، مع علمه بأن الموقف الفرنجي كان ضعيفاً، فقد كانت تقديرات رجاله ومستشاريه بأن مغادرة القوى العسكرية الفرنجية إلى بلادهم هي من صالحهم، وإن بقاءهم سيؤدي إلى قدوم قوات أوروبية جديدة ستحدث الضرر بالمعسكر الإسلامي [5]. وإذا نظرنا في تاريخ المعاهدات والاتفاقات والهدن التي عقدها المسلمون مع الفرنج، كعماد الدين ونور الدين محمود زنكي، وصلاح الدين نلاحظ أنهما كانت محددة الأهداف وهو إعطاء فرصة للقوات الإسلامية للاستعداد وزيادة إمكاناتها القتالية للقيام بجولة أو جولات قادمة ضد الفرنج، ومعظم هذه الاتفاقات كانت بطلب من الفرنج أنفسهم ولم يكن الزعماء المسلمون يتوانون عن عقدها، لما فيها من مصلحة لهم، أما لمحاربة إمارات أخرى لم تعقد معهم المعاهدات، أو للتسهيل على المسلمين وحرية تنقلهم وسفرهم بين مصر وبلاد الشام، ولتسهيل مهمة تنقل القوافل التجارية عبر المنطقة العربية أو لتوفير الأمن والأطمئنان لقوافل الحجاج لأداء مناسك الحج دون خطر وأما الصلح الأخير وهو صلح الرملة، فقد حدد

(1) البداية والنهاية نقلاً عن أسباب الضعف في الأمة ص 222 ..
[2] كتاب الروضتين (2/ 149) الجهاد والتجديد ص 281.
[3] الجهاد والتجديد ص 281.
[4] المصدر نفسه ص 281.
[5] معاهدات الصلح والسلام بين المسلمين والفرنج ص 43.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 634
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست