نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 548
الفتح المبين، وأعلق أيديكم بحبله المتين - أن تقترفوا كبيراً من مناهيه، وأن تأتوا عظيماً من معاصيه، فتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً والذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.
13 - دعوة للاستمرار في الجهاد: والجهاد فهو من أفضل عباداتكم وأشرف عاداتكم، انصروا الله ينصركم، وأذكروا الله يذكركم، اشكروا الله يزدكم ويشكركم جُدُّوا في حسم الدّاء، وقطع شأفة الأعداء، وتطهير بقيّة الأرض التي أغضبت الله ورسوله، واقطعوا فروع الكفر واجتثُّوا أُصوله، فقد نادت الأيام بالثَّارات الإسلامية والملة المحمدية، الله أكبر فتح الله ونصر، غلب الله وقهر أذل الله من كفر.
14 - دعوة لتحرير ما تبقى من الأرض المقدسة: واعلموا - رحمكم الله - أن هذه فُرصة فانتهزوها وفريسة فناجزوها ومهمّة فأخرجوا لها هِمَمكم وَبَرَّزُوها وسيَّروا إليها سرايا عزماتكم وجهزَّوهَا فالأمور بأواخرها، والمكاسب بذخائرها، فقد أظفركم الله بهذا العدوَّ المخذول، وهم مثلكم أو يزيدون، فكيف وقد أضحى في قُبالة الواحد منكم عشرون وقد قال الله تعالى: "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين" (الأنفال، آية: 65). أعاننا الله وإياكم على اتَّباع أوامره والازجار بزواجره وأيدنا معشر المسلمين بنصر من عنده "إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده" (آل عمران، آية:160).
15 - أدعيه للسلطان صلاح الدين وللمسلمين في دينهم ودنياهم: وتمام الخطبة الثانية قريب مما جرت به العادة، وقال بعد الدُّعاء للخليفة: اللهم، وأدم سُلطان عبدك، الخاضع لهيبتك، الشاكر لنعمتك، المعترف بموهبتك سيفك القاطع، وشهابك اللامع، والمحامي عن دينك المدُفع، والذابَّ عن حرمك الممانع، السَّيد الأجل، الملك الناصر، جامع كلمة الإيمان، وقامع عبدة الصلبان صلاح الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين مطهَّرِ البيت المقَّدس أبي المظفر يوسف بن أيوب، محي دولة أمير المؤمنين.
- اللهم عُمَّ بدولته البسيطة وأجعل ملائكتك براياته محيطة، وأحسن عن الدَّين الحنيفيَّ جزاءه وأشكر عن المِلَّة المحمدية عزمه ومضاءه.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 548