responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 414
جرَّد لسانه في إنكار هذا الأمر، فإنه بلسانه تُغمد السيوف وتتجرَّد الحقوق [1]. وأدرك صلاح من هذا مبلغ ضعف أمراء دمشق.
- وسمع بالخلاف ما بين أمراء دمشق وابن الداية في حلب، ثم تمكَّن القائد (شاد بخت) - قائد قلعة حلب - من التآمر مع ابن المقَّدم، ونقل الملك الصالح إلى حلب، وتدبير مؤامرة قبضوا بها على ابن الداية غدراً - بعد أن وعدوه بأتابكية الدولة - وعلى أخويه وأودعوهم السجن بعد ضربه بالأيدي والأرجل، ثم غضب ابن المقدم أخيراً وهو بدمشق، فكتب إلى صلاح الدين يستدعيه للتدخل ومكث صلاح الدين ثلاثة أشهر ونصف الشهر في مصر بتربَّص 15/شوال حتى مطلع صفر سنة 571هـ، ولم يكن يكلَّ من المكاتبة، وهو مشغول بأمرين: حركة كنز الدولة في الداخل، والهجوم النورماندي الصقلي على الإسكندرية وكلاهما خطر كبير، وحين انتهى وجد أن حادثة القبض على ابن الداية دليل أخير على أن الأمراء في الشام سائرون مع أنانياتهم ومصالحهم وتنافساتهم ولم يرعوا رغبات نور الدين نفسه: وكان صلاح الدين يعتقد بأن ولد نور الدين يتولاه بعد أبيه مجد الدين ابن الدابة، وإخوته في حلب وهم أصدقاؤه وحلفاؤه [2] ويطمئن إليهم ولكنَّ ضربهم واعتقالهم غدراً جعله يقول: أنا أحق برعي العهود والسعي المحمود، فإنه إن استمرت ولاية هؤلاء تفرَّقت الكلمة المجتمعة، وانفردت مصر عن الشام وطمع أهل الكفر في بلاد الإسلام وكتب إلى ابن المقدم وهو صاحب دمشق ينكر ما أقدموا عليه من تفريق الكلمة وكيف اجترؤوا على أعضاء الدولة، وأركانها، وأنه يلزمه أمرهم وأمرها ويضُّره ضرُّهم وضُّرها، فكتب إليه ابن المقَّدم يردعه عن هذه العزيمة ويقبح له (التفكير بذلك) ويقول: لا يقال عنك إنك طمعت في بيت غرسك ورَّباك وأسسَّك، وأصفى مشربك وأجلى سكونك لملك مصر، وفي دسته أجلسك فيما يليق بما لك ومحاسن أخلاقك وخلاَّنك غير فضلك وأفضالك [3].
ووقع صلاح الدين في حيرة بين الاستجابة لواجب الوفاء لبيت نور الدين وبين نار الاتهام بالطمع فيه، ويبدو أن كثرة المكاتبات التي وصلته من أكابر الشام ووجوهه من دمشق وشيوخها حسمت حيرته وقرر التدخُّل، ولو لم يفعل والناس قد نقلوا آمالهم من نور الدين بعد وفاته إليه، وعلقَّوا عليه الآمال، لم يكن صلاح الدين اليوم شيئاً مذكوراً، وكان اسماً من أسماء الأمراء العابرين في عصره [4].
لم يكن صلاح الدين منذ أواخر عهد نور الدين مجرَّد قائد بارز بين أمرائه، ولكنه

[1] كتاب الروضتين (2/ 589) صلاح الدين المجاهد ص 149.
[2] سنا البرق (1/ 168) صلاح الدين ص 149.
[3] سنا البرق (1/ 234) صلاح الدين ص 150.
[4] صلاح الدين المجاهد والملك الزاهد ص 150.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست