responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 403
المنطقة فسلط عليهم الحاجب رجاله فعثروا عليهم، وانقضوا عليهم انقضاض العقاب على صيدها [1] وأما الجماعة الثانية فوجههم نحو عيذاب ولم يجدوا فيها أحداً منهم فقاموا بتعقيب أسطول العدو فوجدوا قطعة راسية قبالة الحوراء، فنزلوا من المراكب وبدأوا بمقاتلتهم ومطاردة الفارين منهم وألقوا القبض عليهم وبلغ عدد من تم أسرهم (170) مائة وسبعين أسيراً وحرروا الأسرى المسلمين، ثم استولوا على مراكبهم وما فيها من بضائع ([2]
عاد الحاجب بأسطوله المنتصر إلى مصر ومعه الأسرى وفي أرجلهم القيود وكان دخولهم الإسكندرية في [1] ذي الحجة 578هـ/1183م يوماً مشهوداً وصادف ذلك اليوم وصول الرحالة الشهير ابن جبير إلى هذه المدينة، فشاهد مجتمعاً من الناس عظيماً لمعاينة الأسرى من الروم ادخلوا البلد راكبين على الجمال ووجوههم إلى أذنابهم وحولهم الطبول والأبواق [3] وأمر الملك العادل: بضرب رقابهم وقطع أسبابهم بحيث لا يبقى منهم عين تطرف ولا أحد يخبر طريق ذلك البحر أو يعرف [4]، وتولى ذبحهم رجال الصوفية والفقهاء وأرباب الديانة [5] وكما جاء في رسالة القاضي الفاضل إلى الديوان الخليفي ببغداد: لم يكن في مقتل هؤلاء الكفار مراجعة، ولا للشرع في إبقائه فسحة، ولا في استبقاء واحد منهم مصلحة .. فليمض العزم في قتلهم ليتناهي أمثالهم عن فعلهم وقد كانت عظيمة ما طرق الإسلام بمثلها [6]. وتصادف أن كان الموسم موسم الحج فساق المسلمون معهم البعض من الأسرى إلى منى، لذبحهم كما تنحر البدن - الذبائح [7] وصادر نجاح أسطول صلاح الدين في الرد على عملية الإنزال الصليبي تجربة قاسية للمغيرين، وأسهم أكثر من أي حادث آخر في تعزيز شهرة صلاح الدين، وتقوية مركزه بين كافة المسلمين، وعزز أيضاً شهرة قائد أسطوله الحاجب حسام الدين لؤلؤ [8]. وأما مدبر الحملة الصليبية الأمير أرناط فقد استطاع الإفلات من الأسر والعودة إلى حصنه بالكرك كذئب كسيح يلعق جروحه [9]، ليواصل خططه ومشاريعه العدوانية ضد المسلمين إلا أن صلاح الدين أعلن بأنه لن يغفر له محاولته في انتهاك الحرمين، ونذر نفسه للانتقام منه [10].
ولم يستطيع هذا الأمير الصليبي ولا غيره من القادة الصليبيين، أن يعيد التجربة المريرة في البحر الأحمر الذي ظل بحراً إسلامياً ولعل آخر نشاط قامت به بحرية صلاح الدين في هذه الفترة، خروجها في بداية سنة 579هـ/1183م إلى غياب البحر المتوسط للبحث عن سفن صليبية، فعثرت على بطسة عليها ثلاثمائة وخمسة وسبعون (375) مقاتلاً مع أسلحتهم [11] وعليها أموال وأسلحة يسيرون بها إلى الساحل الشامي المحتل، فقاتلهم المسلمون، وصبر الفريقان، ثم ظفر المسلمون، فأخذوا أفراد البطسة الباقين أسرى وعادوا بهم وبالغنائم إلى مصر [12].

- مرحلة ما بعد حطين إلى صلح الرملة 583هـ - 588هـ: واصل جيش صلاح الدين انتصاراته بعد انتصار حطين الحاسم في جبهات القتال المختلفة، سواء في فتح ثغور وحصون شمالي الشام أو فلسطين وغور نهر الأردن، إلا أن نشاط الأسطول ظل دون المستوى المطلوب في العمل العسكري وظل دوره في التخفيف عن الأعباء القتالية الثقيلة الملقاة على عاتق الجيش البري في فتح الساحلية محدوداً، وهذا الوضع لم يكن ناجماً عن ضعف البحرية الأيوبية بقدر ما كان راجعاً إلى قوة البحرية الصليبية وكان صلاح الدين على علم بهذا الفرق، فلم يشأ أن يشترك أسطوله مشاركة جادة، ولخشيته من هجوم قد يقوم به العدو على الساحل المصري، إذا حشد كل قواته البحرية في الساحل الشامي، ولهذا نرى أن الجيش البري لم يقم بفتح القلاع والحصون الداخلية فقط، بل قام بفتح المدن البحرية كذلك كعكا وبيروت وعسقلان واللاذقية وغيرها.
إلا أن هذا لم يمنع أسطوله أن يضطلع ببعض المهام لمعاونة جيشه ففي صور ضاقت الحيل بجيش صلاح الدين وصار عليه أن يحارب في ثلاث جبهات، جبهة المدينة المحاصرة بسورها المتين، وفي الجبهة الشمالية، وكذلك الجنوبية المحيطة بالمدينة، حيث تلقفهم الصليبيون بالرمي من سفنهم الراسية في: جانبي الموضع الذي يقاتل المسلمون منه أهل البلد، فيرمون المسلمين من جانبهم بالجروح، فكانت سهامهم تنفذ من أحد الجانبين إلى الجانب الآخر لضيق الموضع فكثر القتل والجراحات في المسلمين، ولم يتمكنوا من الدنو إلى البلد [13]، فما كان من صلاح الدين إلا وأرسل في إثر الشواني المصرية الراسية في

[1] المصدر نفسه ص 359.
[2] المصدر نفسه ص 359 ..
[3] كتاب الروضتين نقلاً عن الجيش الأيوبي ص 360.
[4] الجيش الأيوبي ص 60.
[5] المصدر نفسه ص 60.
[6] الجيش الأيوبي ص 360.
[7] المصدر نفسه ص 360.
[8] الفتح القسي ص 341 الجيش الأيوبي ص 360.
[9] الجيش الأيوبي ص 361.
[10] مرآة الزمان (8/ 389) مفرج الكروب (2/ 185).
[11] مضمار الحقائق ص 50، الجيش الأيوبي ص 361.
[12] الجيش الأيوبي ص 361.
[13] الكامل في التاريخ نقلاً عن الجيش الأيوبي ص 363.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست