نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 264
والدلائل الواضحة العقلية، ودفع شبه المبتدعة ومن بعدهم من الملحدة الرافضة، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة [1]، وأما ابن عساكر فقد أفرد كتاباً في الدفاع عنه، ومدحه كثيراً، وجعله من المجددين، وذكر الروايات الواردة في مدح قومه وأسرته [2] وكذلك السبكي في طبقات الشافعية، وكان مما قال فيه: شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ أبو الحسن الأشعري البصري شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتكلمين، وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين، والساعي في حفظ عقائد المسلمين، سعياً يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين، إمام حبر، تقي بّر، حمى جناب الشرع من الحديث المفترى، وقام في نصرة الإسلام فنصره نصراً مؤزراً [3]. وغيرهم من العلماء الذين مدحوه وأثنوا على ما قام به من نصر السنة والرد على المبتدعة من المعتزلة وغيرهم [4].
أ- المراحل التي مّر بها: مرّ أبو الحسن الأشعري بأطوار ثلاثة في حياته الاعتقادية
الطور الأول: تكاد أن تجمع كل المصادر التي ترجمت للأشعري على أنه عاش طوره الأول في ظل المعتزلة والاعتزال وأنه بقي فيه ملازماً شيخه وزوج أمه الجبائي حتى بلغ أربعين سنة من عمره [5].
الطور الثاني: بعد خروجه على المعتزلة، سلك طريق عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري [6]، وبدأ يرد على المعتزلة معتمداً على القوانين والقضايا التي قالها عبد الله بن كلاب [7]، يقول ابن تيمية رحمه الله: وكان أبو الحسن الأشعري لما رجع من الاعتزال سلك طريق أبي محمد بن كلاب [8]، وهذا الطور يمثله كتاب اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع [9] وكان ابن كلاب يرد على المعتزلة والجهمية ومن تبعهم بطريقة يميل فيها إلى [1] ترتيب المدارك (5/ 24). [2] موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 339). [3] طبقات السبكي (3/ 347). [4] موقف ابن تيمية من الأشاعرة (1/ 340). [5] شعبة العقيدة بين أبي الحسن والمنتسبين إليه ص 39. [6] سير أعلام النبلاء (11/ 174). [7] شعبة العقيدة بين أبي الحسن والمنتسبين إليه ص 42. [8] الفتاوى (5/ 556) (3/ 103). [9] شعبة العقيدة بين أبي الحسن الأشعري والمنتسبين إليه ص 42.
نام کتاب : صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 264