نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 62
المار بحلب. عمائر كثيرة عرفت بالياروقية واشتهرت هناك [1]، وقد استفاد زنكي في توطيد الأمن الداخلي إلى حد كبير من جهاز استخبارته الدقيق [2] ومن البريد، ويمكن القول بأن جند زنكي وحرسه وحاميات المدن قاموا - كذلك - بدور تنفيذي هام في هذا المجال [3].
خامساً: النظم العسكرية: عند عماد الدين زنكي:
1 - الجيش: كانت مؤسسة الجيش هي القوة الضاربة التي استخدمها زنكي للقضاء على الإمارات المحلية لكي يوحدها في جبهة إسلامية متماسكة ليستطيع مجابهة الصليبيين، وقد اعتنى بجيشه بحيث أصبح قوياً متماسكاً ومن الأمور المتعلقة بالجيش التي اهتم بها زنكي:
أ- ديوان الجيش: نظم زنكي ديوان الجيش، ليقوم بالإشراف على أمور الجند وتنظيمهم وتوزيع رواتبهم وأعطياتهم بانتظام [4] وجعل على رأس هذا الديوان موظفاً أعلى يطلق عليه
" أمير حاجب " [5]، وكان عمله أن ينصف بين الأمراء والجند، تارة بنفسه وتارة بمشاورة السلطان وتارة بمراجعة النائب، وإليه تقديم من يعرض ومن يرد وعرض الجند، وماناسب
ذلك [6]، كما كان ينظر في مخاصمة الأجناد واختلافهم في أمور الاقطاعات ونحو ذلك [7]، وذكر ابن الأثير أنه: كان لزنكي جماعة كثيرة من الخراسانية في الركاب أي ما يشبه الحرس الخاص المرافق للأمير -، لهم الجامكيات [8] الوافرة، وكان في الديوان من يجمعونها من جهاتها ويقسمونها عليهم كل ثلاثة أشهر مرة، ففي بعض السنين تأخرت (رواتبهم) تأخراً يسيراً، فاجتمعوا ووقفوا بحيث يراهم زنكي مجتمعين، فعلم أنهم يشكون شيئاً، فأرسل إليهم وسألهم عن حالهم فذكروه له فقال لهم: أشكو تم إلى الديوان؟ قالوا: لا قال: فهل ذكرتم حالكم .. للأمير حاجب؟ قالوا: لا قال: فلأي شيء أعطي الديوان مائة ألف دينار وأعطي الأمير حاجب أكثر من ذلك، إذا كنت أنا أتولى الأمور صغيرها وكبيرها؟ .. كان عليكم أن تشكوا حالكم إلى الديوان، فإن أهملوا أمركم قلتم (لأمير حاجب)، فإن أهمل أمركم شكوتم الجميع إليّ حتى أعاقبكم على أهمالكم، وأما الآن فالذنب عليكم. ثم أمر [1] عماد الدين زنكي ص 273. [2] المصدر نفسه ص 274. [3] المصدر نفسه ص 274. [4] الباهر ص 83 عماد الدين زنكي ص 192. [5] الباهر ص 83 عماد الدين زنكي ص 192. [6] صبح الأعشى (4/ 19) عماد الدين زنكي ص 192. [7] الخطط (2/ 219) عماد الدين زنكي ص 192. [8] الجامكيات: هي الرواتب العامة.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 62