نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 6
محارمهم، وعدله، وعبادته وهواياته ويتحدث عن سياسته الداخلية، والنظم الإدارية والعسكرية وعلاقة عماد الدين زنكي بالخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية، وتوسع عماد الدين في شمال بلاد الشام وإقليم الجزيرة، وعلاقته بالأكراد، كبني أيوب حكام تكريت، والأكراد الحميدية والعكارية،
والمهرانية والبشنوية، وعلاقته بالإمارات المحلية في ديار بكر، ومحاولاته في ضم دمشق سواء بالتفاهم أم بالحصار أم بالسياسة وتكلمت عن جهاده ضد الصليبيين، وتطرقت لحال المسلمين قبل مجيئه للإمارة، وسياسته مع الصليبيين وفتحه للحصون والقلاع وسعيه الحثيث لتوحيد الجبهة الإسلامية وقيادتها لمقاومة الاحتلال الصليبي وذكرت مناصرة عماد الدين لبني منقذ عندما تعرضت إمارة شيزر لمحاصرة الجيش البيزنطي والصليبي، ومواقفه البطولية في مقارعة الغزاة وأساليبه التي استخدمها ضدهم سواء نفسية أو تعبوئية من طلب النجدة من مختلف المناطق واستخدم سهام الحيلة والدهاء لتعميق الخلاف بين أفرنج الشام وملك الروم البيزنطي وقد حقق نجاحاً منقطع النظير في هذا الميدان، وفي نهاية المطاف اضطر الأمبراطور البيزنطي فك حصاره عن شيزر بفضل الله ثم جهود عماد الدين العسكرية وكانت من أهم النتائج التي أسفرت عنها هذه الحملة تدهور العلاقات بين البيزنطيين والصليبيين، وعدم استطاعتهم القيام بعمل سريع ضد نشاط زنكي في المنطقة في السنين التالية، وقد انهمك عماد الدين بعد ذلك على اتمام خطته بتوحيد الجبهة الإسلامية، كي يكون أكثر قدرة على مجابهة الصليبيين وأشاد الشعراء بدفاع عماد الدين زنكي عن شيزر فقال ابن قسيم الحموى في مدحه:
بعزمك أيها الملك العظيم ... تَذِلُ لك الصَّعاب وتستقيم
ألم تر أن كلب الرُّوم لمَّا ... تًبيَّنَ أنه الملك الرحيم
فجاء يطبَّق الفلوات خيلاً ... كأن الجَحْفَل الليل البهيم
إلى أن قال:
أيلتمس الفرنجُ لديك عفواً ... وأنت بقطع دابرها زعيم
إذا خطرت سيوفك في نفوس ... فأوّل ما تفارقها الجسوم
واستطاع عماد الدين بفضل الله ثم بجهوده الميمونة أن ينتزع من الصليبيين إمارة الرها التي تأسست في الشرق الإسلامي سنة 491هـ/1097م بزعامة بدوين الأول وكان تحريرها في عام 539هـ وقد ساعد عماد الدين زنكي عوامل عديدة في فتح الرها من أهمها؛ تنامي حركة الجهاد الإسلامي حتى عصره وحصاد تجربة المسلمين في ذلك المجال، فلا ريب في أن
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 6