نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 563
وصول السفن اليونانية إليها وأنزل المسلمون المدافعون الخسائر بالأسطول البيزنطي اليوناني، وهطلت أمطار غزيرة حولت المعسكر الصليبي إلى مستنقع فتهيأوا للعودة وغادروا دمياط بعد حصار دام خمسين يوماً، وعندما أبحر الأسطول البيزنطي، هبت عاصفة عنيفة، لم يستطيع البحارة الذين كادوا أن يهلكوا جوعاً من السيطرة على سفنهم فغرق معظمها، ونصر الله المسلمين، نصراً مؤزراً [1].
1 - أسباب فشل الحملة على دمياط:
يعود فشل الحملة الصليبية البيزنطية على دمياط إلى عوامل تتعلق بالمسلمين والصليبيين والبيزنطيين وبالجانبين الصليبي والبيزنطي معاً.
أ- فيما يتعلق بالجانب الإسلامي يمكن رصد العوامل التالية:
صمود سكان دمياط في وجه المعتدين.
سرعة إمداد صلاح الدين المدينة بالمؤن والسلاح، مما رفع معنويات سكانها المحاصرين.
التعاون الصادق بين القوات الإسلامية في كل من بلاد الشام ومصر بهدف التصدي للمعتدين.
القدرة القتالية للقوات الإسلامية، وحسن تخطيطها وتنظيمها الدقيق [2].
موقف نور الدين محمود الداعم، فقد أرسل بعوث كثيرة يتبع بعضها بعضها، ثم إن نور الدين اغتنم غيبة الفرنج عن بلادهم فصمد إليهم في جيوش كثيرة فجاس خلال ديارهم، وغنم من أموالهم، وقَتل من رجالهم، وسبى من نسائهم وأطفالهم شيئاً كثيراً، وعندما بلغ الفرنج بدمياط ما فعله نور الدين اضطروا لترك دمياط [3].
استغلال المسلمين الجيد للفرص التي أتيحت لهم فقد استغلوا فرصة معاناة البيزنطيين من الجوع، فشنوا هجوماً عليهم جاء فعّالاً، كما استغلوا هبوب الرياح الجنوبية لإشعال النار في الأسطول البيزنطي بواسطة حّراقة [4] والأهم من هذا كله توفيق الله وحفظه ومعيته وأنزال نصره على عباده المجاهدين. [1] الجهاد والتجديد ص 208. [2] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 379. [3] البداية والنهاية (16/ 440). [4] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 380.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 563