نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 556
شاور وقد علمَّت صلاح الدين درساً قاسياً، حتى إنه لم يتركها تتكرر، واقتصَّ بنفسه من شاور عندما عادت القوات الشامية إلى مصر عام 564هـ/1168م [1].
ك- الحماية الصليبية على مصر: غادر كل من أسد الدين شيركوه وصلاح الدين مصر في شهر ذي القعدة / شهر أيلول في حين تأخر عموري الأول لبضعة أسابيع، لأنه مَّر بالقاهرة ليثبَّت الحماية الصليبية على الدولة الفاطمية وشاور، وكانت أهم مظاهرها:
دفع جزية سنوية قدرها مائة ألف دينار للصليبيين.
بقاء قوة من فرسانهم تحمي أبواب القاهرة، لتدفع نور الدين محمود إن كرَّر محاولة الهجوم.
إقامة مندوب عن الملك الصليبي في القاهرة يشارك في شؤون الحكم [2] ت.
والراجح أن فكرة تملُّك مصر كانت ناشطة في تفكير عموري الأول السياسي، ولم يعد بوسعه أن يتخلى عنها، وهو ينوي العودة بعد إقرار الأمور في بلاد الشام، وذلك طمعاً في ثروتها وحماية لكيانه في بلاد الشام، ثم عاد الملك إلى فلسطين [3]. وبهذه الإجراءات تأكدت الحماية على مصر، وترتَّب على هذا استمرار التنافس بين نور الدين محمود وعموري [4].
5 - الحملة النورية الثالثة على مصر: عام 564هـ:
سبب هذه الحملة أن الفرنجة كانوا قد جعلوا لهم شحنة في القاهرة، وتسلموا أبوابها، وحكموا المسلمين حكماً جائراً، فلما رأوا أنه ليس في البلاد من يردهم، أرسلوا إلى ملكهم - عموري - في القدس، يستدعونه ليملك مصر، وهونوا عليه أمرها، فتردد خوفاً من سوء العاقبة، ثم سار مع فرسانهم على كره منه حتى وصلوا بلبيس مستهل صفر ونهبوها، وقتلوا وأسروا من فيها، ثم ساروا إلى "الفسطاط" فأمر شاور بإحراقها وأمر أهلها بالانتقال منها إلى القاهرة، وأن ينهب البلد خوفاً من أن يملكها الإفرنج، فنهبت المدينة وبقيت النار تحرقها أربعة وخمسين يوماً ثم حاصر الفرنجة القاهرة وضيقوا على أهلها، وكان شاور هو المتولي للعساكر والقتال فضاق به الأمر وضعف عن ردهم، فأخلد إلى الحيلة وراسل ملكهم عموري ووعده بمال عظيم ألف ألف دينار مصرية يعجل بعضها الآن، ودفع لهم منها " مائة ألف دينار" وسألهم الرحيل عنه ليجمع لهم المال، فرحلوا قريباً، وجعل يجمع لهم المال فلم [1] المصدر نفسه ص 495. [2] المصدر نفسه ص 495. [3] النجوم الزاهرة (5/ 349). [4] تاريخ الفاطميين ص 495.
نام کتاب : عصر الدولة الزنكية نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 556